الحوارات

قصة حكيم زياش (الجزء 1)

أولا ، دعونا نتفق جميعا على أن كل واحد منا هو بطل رواية واقعية معاشة ، و كل المشاهد الدرامية الحزينة والسعيدة

التي سبق ورأيناها في فيلم سينمائي بخلفية موسيقية تتماشى مع مزاجها او قرأناها في رواية أدبية عالمية وتخيلناها في خيالنا كاملة الأوصاف – كل هذه المشاهد- نعيشها شخصيا بذواتنا في حياتنا العامة … فلنؤمن اذن ان دور البطولة لا يقتصر فقط على فئة المشاهير -والتي قد تكون احيانا بطولة مزيفة أنتجها الإعلام وروج لها – و ان في داخل كل واحد منا يعيش بطل .. كل في مجاله و اختصاصاته !

 

من القصص المؤثرة التي قرأت عنها قصة حكيم زياش ، هذا الولد الصامت يحمل بين ثناياه قصة فريدة ملهمة .. و ان خُيِّرت يوما بين قصص اللاعبين .. أيهم أكثر تأثيرا و بعدا انسانيا ؟ – حسنا ، سأضع قصة حكيم جنبا الى جنب مع قصة المعجزة ميسي و الخارق رونالدو ! ( حتى و ان لم يصل الى مجدهم الكروي .. بعد )


– ان تسجل على اعظم ناد في تاريخ الكرة بعقر داره في اعظم مسابقة كروية وتقصيه ثم تتأهل الى الدور المقبل على حسابه بعد ان كنت مهزوما في ديارك ! .. .


حسنا ، هذا لم يكن حلما حتى .. هذا ضرب من الجنون .
بداية ، ولدت في اسرة فقيرة جدا تتكون من ثسعة اشقاء انا اخر العنقود فيهم ، ابي كان لحاما و امي كانت ربة بيت ، عشت طفولة قاسية جدا .. توالت علي فيها الصدمات و الويلات ، كنت ما اكاد اخرج من مشكلة الا و سقطت في اخرى … المحيط الذي عشت فيه هناك كان غارقا في العنف و الفقر.


منذ ان وعيت و ابي طريح الفراش ، صارع المرض طويلا ثم توفي بعد ان بلغت ربيعي العاشر ، لكم ان تتخيلوا قدر المعاناة التي كنت اتجرعها يوميا ، غيابه اثر في نفسيتي كثيرا ، و هذا كان عاملا اساسيا في بناء شخصيتي فيما بعد !


رحل ابي وتركنا نعيش على المساعدات العائلية و التعويض عن البطالة ، تحملت أمي مسؤولية رعايتنا لوحدها ، أحيانا .. اجلس لوحدي واعود بالزمن للوراء ، كم يشق علي ان ارى امي تكافح لوحدها لتوفر لنا لقمة العيش فيما كنت اعيش انا مراهقتي بطيش و لامبالاة !


دخل شقيقان لي السجن بتهمة السرقة والسطو والعنف. ، فيما ارتميت انا في احضان الانحراف وانخرطت في اعمال العنف .. كما قلت ، ابي كان لحاما ، غيابه جعل منا قطع حديد متناثرة ، كنا نحتاج وجوده ليعيد لحم هذه القطع الصغيرة بالضرب والنار ويشكل منا قطعة كبيرة واحدة !
ان سألتني ، ماذا كنت تجيد في طفولتك ؟ .. سأقول ، ممارسة العنف واللامبالاة و ترويض الكرة !
هذا ما كنت أبرع فيه ، كرة القدم كانت متنفسي الوحيد من ضيق الحياة ، كنت ماهرا بحق !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *