الرياضة المغربية ا المنافسات المحلية

المدينة العليا القنيطري يقلب الطاولة على صقر أكادير، و يحجز بطاقة العبور للمرة الثانية تواليا بنهائي الكأس


تمكن فريق ج. المدينة العليا القنيطري من خطف انتصار قاتل (3-4) في آخر ثواني مباراته ضد نظيره صقر أكادير، و ذلك في إطار ثاني مباريات نصف نهائي كأس العرش لكرة القدم، و التي أجريت أطوارها فوق أرضية قاعة العزوزية بمراكش.

انطلقت المباراة و الفريق القنيطري يفتقد لواحد من أفضل لاعبيه، و يتعلق الأمر بالدولي المغربي سفيان بوريط الذي تلقى بطاقة حمراء ضد السوسيين أنفسهم، خلال مباراة الأسبوع الماضي بالدوري، و هو غيابه الثاني تواليا عن نصف النهائي بعد غيابه السنة الماضية بسبب الإصابة. في حين كان صقر أكادير مكتمل الصفوف، بحضور ثلاثي المنتخب المغربي، العميد أيوب العضاض، و اليساري محمد أشرف سعود، و الشاب المهاري جمال البصاحي.

و عن أحداث الشوط الأول، فقد بدأ على إيقاع ضغط سوسي، الشيء الذي مكن أشرف سعود في الدقيقة 4 من إرسال كرة بينية نحو زميله زياد أمعايش على القرب من منطقة الجزاء، الأخير لم يتأخر في إرسالها بشكل زاحف خدع الحارس رضى الخياري، و جعل الكرة تدخل بين أرجله، معلنة عن تقدم صقر أكادير (1-0)، و من ركنية لعبها بيرامي بشكل سريع نحو زميله أيوب العضاض، أرسل الأخير تسديدة يسارية قوية نحو الشباك، و مسجلا ثاني الأهداف (2-0) في الدقيقة 11، أمام ذهول الخصم القنيطري، الذي لم يتغلغل حتى في دفاع الخصم بالشكل اللازم للتسجيل.

و أسفر الضغط المتقدم لصقر أكادير، إضافة لعدم التوازن في الخطوط الخلفية لأبناء عادل السايح، حيث وقع العميد أنس بوريط في المحظور في الدقيقة 14 بتلقيه لبطاقة صفراء مجانية، مع تسجيل أخرى في الدقيقة 16لخصمه السوسي زياد أمعايش. و لم يطل الأمر كثيرا، ففي الدقيقة 18، استغل المهدي الحمري فراغا في الجهة اليمنى، و انطلق بسرعة على الأطراف مرسلا كرة طويلة و منخفضة نحو زميله أيوب العضاض، و الذي وضعها بإتقان في المرمى القنيطري، مسجلا هدفه الشخصي الثاني و الثالث لفريقه (3-0)، و لولا الحظ العاثر للسوسيين، و الجيد للقنيطريين، لانتهى الشوط الأول بنتيجة أكبر، حيث اكتفى العداد بتسجيل ثلاثة أهداف لصالح صقر أكادير.

أما عن الشوط الثاني، فالمباراة اتخذت اتجاها آخر، فسيطرة صقر أكادير لم تطل كثيرا، ففي الثانية 43، و قبل أن يتحدد من المسيطر و من التراجع، استغل أشرف سعودي تمريرة زميله ياسين السرغيني، ليستقبل الكرة و يراوغ حسن الزعيمي ببراعة، قبل أن يرسلها بقوة بين أرجل الحارس يونس تاسين، مقلصا الفارق إلى (3-1). ضغط أبناء عادل السايح، كان قويا و متقدما لأقصى حد، حيث تمكنوا من خطف التعادل بهدفين متتالين، واحد في الدقيقة 24، فمن ركنية، أرسل أيوب الوندوري كرة عالية قرب حدود منطقة الجزاء، و قبل أن تسقط، سددها على الطاير اللاعب خالد كورعي، واضعا إياها بقوة في المرمى السوسي (3-2)، أما هدف التعادل الثالث، فقد سجل في الدقيقة 25، بعدما انطلق الدولي المغربي ياسين سرغيني من منتصف الملعب، و قبل أن يصل لمرمى الخصم، سدد كرة زاحفة خدعت الحارس تاسين، و مرت بين يديه، معلنة عن تسجيل التعادل (3-3) لصالح المدينة العليا القنيطري في ظرف خمس دقائق فقط، بعدما كان متأخرا في الشوط الأول بنتيجة ثلاثة أهداف دون مقابل.

تسجيل التعادل جعل الإيقاع يرتفع، إذ حاول الفريقان معا الاكتفاء بالمرتدات، دون الدخول في مغامرة قد تجعل التوازن مختلا، لكن ذلك لم يمنع بعد اللاعبين من التحلي بجرأة في بعض اللحظات، و محاولة الاختراق السريع، كأشرف سعود الذي سدد في أكثر من مرة يساريات قوية كادت أن تخاضع الحارس الأول للأسود رضى الخياري، لولا تألق هذا الأخير في أكثر مرة، و استماتة زملاءه اللاعبين، أو كأنس بوريط، و ياسين السرغيني، و أنور الهرهور الذين خدعوا الدفاع السوسي من خلال انطلاقات على الأطراف، لكن تسديداتهم القوية قوبلت إما بالحظ العاثر من خلال مرورها قرب العارضة، أو بتألق الحارس تاسين، أو بصمود و قتالية لاعبي صقر أكادير.

و قبل نهاية المباراة بـ30 ثانية، استغل أشرف سعودي تراخي دفاع صقر أكادير للحظة واحدة، و أرسل تمريرة بينية نحو زميله أنور الهرهور، حيث قام الأخير بمراوغة اللاعب أيوب العضاض، و يرسلها يسارية قوية، سكنت الشباك السوسية، معلنة عن قلب النتيجة المدينة العليا (3-4)، في مفاجأة غير متوقعة هزت جنبات قاعة العزوزية.

و لم تسفر الثلاثون ثانية الباقية عن أي جديد يذكر، عدى ضغط سوسي، و صمود قنيطري، ليطلق الحكم صافرة النهاية، معلنا عن عبور المدينة العليا لنهائي نحو نهائي كأس العرش للمرة الثانية في تاريخه، ليسعى نحو الانتقام من هزيمته السنة الماضية (2018)، بعد ضياع اللقب أمام فتح السطات، الفريق الذي سيكرر مواجهته في نهائي السنة الحالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *