مستجدات المنتخبات

قراءة شاملة حول الخصم – منتخب غانا –

منتخب غانا من خلال متابعتي له خلال المباريات السابقة في التصفيات المونديالية غالبا ما يجد صعوبات في وسط الميدان خصوصا في الشق المتعلق بالإستحواذ رغم جودة لاعبيه في هذا الخط … منتخب غانا الحالي يعتمد بنسب مئوية مهمة على المهاراة الفردية أكثر من أي شيء آخر و لا يتوفر على ADN تكتيكي يميزه بحيث أن جل مبارياته متشابهة من حيث الشكل الخططي و الأدوار لكن بدون ميكانيزمات ثابثة و متكررة و الأمر راجع بالأساس لأن الفريق جرب و غير كثيرا في آخر 4 سنوات …

 

 

في الصورة التشكيلة التي أتوقعها بحكم متابعة للفريق و الظروف المحيطة بوصول اللاعبين و جاهزيتهم الحالية … منذ آخر ‘كان’ و مع مدرب آخر لم يسبق للعميد الثاني توماس بارتي اللعب كلاعب خط وسط هجومي (10) كونه في الأساس وسط دفاعي (6) تكوينا مع توضيفه أحيانا كلاعب ربط (8) لكن معطى غياب محمد قدوس و عدم الجاهزية التامة لصانع ألعاب سان باولي الألماني كييري، و كذا قلة خبرة أفضل موهبة داخل القاراة الإفريقية الفتى عبدول فتاوو إسحاقو، قد ترغم ميلوفان راييفاتش على الإعتماد على بارتي كوسط متقدم، خصوصا و أنه يتوفر على وسطي ميدان دفاعي من طراز جيد (واكاسو بخبرته الكبيرة و قيمته الثابتة مع البلاك ستارز + وسط مايوركا الدفاعي إدريسو بابا) … المعطى الثاني رغبته في السيطرة على خط الوسط الذي طبعا شكل أكبر مشاكله خلال جل المقابلات السابقة قد تشجعه على الخطوة .

 

 

 

في هاته الحالة و التي شخصيا أتمنى عدم حدوثها أتوقع معاناة للمنتخب الوطني في ال20 دقيقة الأولى على مستوى السيطرة و الإستحواد على خط الوسط و الكرات الثانية، و طبعا في إخراج الكرة من الوراء في الأرض بين أول خطين.

 

باقي التشكيلة فهي واضحة بنسب كبيرة ما عدا الشك في لاعب الجناج الأيسر، بحيث أن نجم الفريق الأول هجوميا كمال الدين سوليمانا لاعب رين، لم يصل إلا اليوم بالإضافة إلى أن بديله بينتسيل جناج لاغونتواز البلجيكي، كان أفضل عنصر غاني أمام الجزائر، لذا قد يحتفظ ميلوفان بسوليمانا كورقة رابحة للشوط الثاني، شأنه شأن الفتى عبدول فتاوو إسحقاو و دانييل كييري.

 

 

 

في حراسة المرمى تمر غانا بأسوء فترة في تاريخها في هذا المركز نظرا لشح الإختيارات، كيفا الحارس الأول و المرشح للبداية كرسمي يزاول في الدرجة الرابعة الإنجليزية، و يبصم هناك على مستويات محترمة، يمتلك فقط 4 مقابلات مع المنتخب الذي استدعي إليه أول مرة قبل أربع أشهر فقط … باقي الحراس مستواياتهم محدودة و اضطر راييفاتش لتغييرهم مرارا و تكرارا لكثرة أخطاءهم، و لعل معطى أن الحارس الذي شارك أمام المغرب في آخر مباراة جمعت المنتخبين غير متواجد بين رباعي الحراسة، يدل على حجم معاناة الغانيين مع هذا المركز !

 

 

 

نقطة الضغف الكبرى لدى المنتخب الغاني و التي تؤرق متابعيه هو الظهير الأيمن لريدينغ الإنجليزي أندي يادوم، غير متوازن دفاعيا في المواجهات واحد ضد واحد … شح الأظهرة اليمنى أرغم في الكثير من المرات المدرب على الإستعانة بقلوب دفاع، لشغل المركز كحل ترقيعي، لم يغير في المعضلة كثيرا و على العكس تعتبر الجهة اليسرى لدفاع غانا قوية سواء دفاعيا، و على مستوى المساندة الهجومية بتواجد عبد الرحمان بابا، ظهير ريدينغ أيضا بالإضافة لظهير ريدبول سارزبورغ النمساوي المعار لبوردو كيديون مينساه …

 

 

 

الدفاع الأوسط لغانا لا يقل إشكالات من الجهة اليمنى و لو بدرجة أقل، القائد أمارتي مدافع ليستر سيتي، قيمة ثابتة لا تناقش و أنقد الفريق في مناسبات عديدة، لكن زميله في الدفاع ألكسندر دجيكو هو أحد المدافعين الذي تعود الجمهور الغاني وحتى في ناديه ستراسبورغ الفرنسي أخطاءه الفردية، خصوصا بسبب قلة دقته في التمرير التي كلفته العديد من الأخطاء إلا أن تفوقه في الكرات العالية هي النقطة التي تشفع له منذ سنة في التواجد كرسمي رفقة البلاك ستارز !

 

 

 

خط هجوم غانا يملك عناصر كلاسيكية ببصمة غانية مألوفة … لاعبين يمتازون أساسا بالسرعة و القدرة على تغيير الإتجاه بكفاءة عالية و الاندفاع نحو الإختراق على الأطراف بفضل الإنطلاق الانفجاري الذي يمتاز به سواء سوليمانا أو بانتسيل و لاعب الفيحاء السعودي أووسو، و حتى رأس الحربة جوردان أيو بدرجة أقل … أبرز الممررين واللاعبين القادرين على الاحتفاظ بالكرة بفضل المهارة هم أندري أيو (يطابق أسلوبه أسلوب ياسين إبراهيمي بشكل كبير من خلال الإستلام الأول للكرة و القدرة الفنية في الاحتفاظ و المراوغة)، إضافة للموهوب و ثالث أصغر لاعب في الكان و أفضل لاعب في كان تحت 20 الأخيرة في موريتانيا و المنتظر بشكل كبير من الجمهور الغاني عبدول فتاوو اسحاقو لاعب دريمز الغاني المميز في التمرير الحاسم، التسديد و المراوغة.

 

 

 

(ملاحظة : لم يسبق للمنتخب الغاني خلال آخر سنتين اللعب بهذا النمط في الإختيارات بثلاث متوسطي ميدان دوي نزعة دفاعية و لا أتمنى حدوث ذلك غدا … أفضل سيناريو سيكون كما تعود راييفاتش بمعنى بداية توماس بارتي رفقة إما (واكاسو أو بابا) بالإضافة لصانع ألعاب حقيقي أمامهما (إسحاقو أو كييري) أو أندري أيو إن لم يوضف كجناح أيمن.).

 

مصطفى مساعيف – المرصدبرو –