ساعات وأنا أبحث عن طريقة مبتكرة لنشر الخبر و تقديم الموضوع فمنذ نهاية السنة الماضية كتبت حول هذه الظاهرة سبع مرات أو ربما أكثر.. ما جعلني أشمئز من إعادة نفس الكلام وصياغة نفس الجمل، حاولت تكذيب عيني و أنا أتابع مباريات المنتخب الوطني لكرة القدم للمبتورين في بولندا نهاية الأسبوع الماضي وهو يلعب بنفس التشكيلة و عنصر وحيد متواجد في الاحتياط وهو الذي سافر ب11 لاعب وليس 8 فقط فما كنا نتخوف منه جميعا حصل من جديد.
مشاركة كانت في محل شك ولم أكن أتوقع شخصيا أن يتوصل اللاعبون بالفيزا بعد حادثة هروب العداء الشاب عيسى بنطالب من معسكر المنتخب الوطني لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة في فرنسا قبل أسبوعين ولكن رب ضارة نافعة سافر الوفد المغربي في رياضة كرة القدم لمبتوري الأطراف إلى بولندا للمشاركة في أول دوري دولي ودي يخوضه هذا المنتخب وأول مشاركة خارجية منذ بطولة إفريقيا السنة الماضية بتانزانيا والتي حقق فيها التأهل إلى نهائيات بطولة العالم ، ومع الأسف ليست كل البدايات جميلة ففي الأيام الأولى من إقامة الوفد في العاصمة وارسو وقبل انطلاق المسابقة قرر ثلاثة لاعبين الفرار وترك مكونات الفريق وراءهم ويتعلق الأمر بكل من محمد زعري، محمد حالي ورضوان شعنون ليضطر المنتخب للعب مبارياته الأربعة في البطولة و هو يتوفر على لاعب احتياطي وحيد فقط.
رغم كل ما وقع، تمكن اللاعبون الثمانية من إظهار مستوى تقني عالي واحتلال الصف الثالث بعد الفوز في مباراة الترتيب على منتخب إيطاليا سادس بطولة أوروبا السنة الماضية بنتيجة 4-1. تعليقنا على هذه الحالات الله يكون في العون و” الله يسهل على كل شخص و تا مش ما كايهرب من دار العرس” وكل شخص وظروفه… و ما إلى ذلك و لكنني هنا سأحيي الأبطال الحقيقيين الذين دافعوا على القميص الوطني في بولندا ومثلوا المغرب أحسن تمثيل سأحيي أزرهون زكريا و عبد الوهاب حمومي وعبد العالي بنطيبي و إلياس سبيع و محسن شرهار و عفرا العلمي و عطي الله عبد المومن و عبد العالي حدادي وسأنادي المسؤولين عن ما وصلت إليه الرياضة الوطنية من خلالهم :
‘تبارك الله عليكم’ و شكرا لكم لأنكم ما زلتم تؤمنون بهذا الوطن و تؤمنون بقيمة القميص الوطني، شكرا لأنكم لم تفقدوا الثقة بعد في بلادنا و من خلالكم نتشجع لإيصال صوت الحق و الدفاع عنكم وعن حقوقكم كموقع وصفحة يهتمان بالرياضة الوطنية وسنستمر في نشر أخباركم وتشجيعكم أما من استسلم و فقد الأمل ويؤمن أن الحريڭ أو التجنيس هو أفضل شيء بالنسبة لشخصه (خاصة و نحن نتكلم هنا عن أشخاص من ذوي الاحتياجات نراهم كيف يعانون الويلات في بلادنا) فمن حقه أيضا و لا يسعنا إلا أن نقول له ” الله يسهل عليك أ خويا ” رغم أنه بهذه الطريقة فأنت تضر بها أولا زملاءك في المنتخب الوطني ثانيا سمعة المغرب في الأوساط الرياضية وثالثا قد يحرم رياضي آخر من المشاركة في تظاهرة تنظم في أوروبا من بعدك ورابعا هي مغامرة كان الله معك فيها.
أما بالنسبة لمن تسبب في ما آلت إليه الأوضاع الاجتماعية عند البعض وخاصة الأوضاع الاجتماعية بالنسبة للرياضيين وهم حديثنا هنا سواء كانوا أصحاء أو ذوي الاحتياجات الخاصة وسواء كانوا ملاكمين أو عدائين ف” لهلا يجعل شي واحد يتساع فقبرو ” وكل شخص سيحاسب سواء في الدنيا أو في الآخرة.
الحلول موجودة لإعادة هيكلة بعض الأمور و تنظيمها و لاهتمام حقيقي بالرياضة والرياضي كما يجب و كما تفعل مجموعة من الدول ولكن هذه الحلول لا زالت تنتظر استفاقة بعض الضمائر و وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، و وضع الثقة في الرياضي و الغيور عن الرياضة وليس صاحب الشكارة الذي يشغر عشرات المناصب الأخرى و لا يهتم لشيء ولا بشيء.
فمن فضلكم لا تخونوا من لا زال يؤمن بهذا الوطن و بالرياضة في هذا الوطن، و تحية لبعض الأشخاص داخل الجامعات و داخل الوزارة و اللجنة الأولمبية الذين بدؤوا بالاشتغال و يحاولون تصحيح مجموعة من الأمور و لكنها في نظري تبقى اجتهادات فردية و عشوائية و لن تعطي ثمارا إلا بتوحيد الأفكار و تثبيت البوصلة نحو الأمام وتنحية العديد من المعمرين وأصحاب الكراسي منذ عشرات السنين و’ مابغاوش يشبعو’ .