أخبار متنوعة

تعرفوا على المغربي الذي يجعل كؤوس العالم تلمع

كل المهتمين بكرة القدم وكل المتابعين لمباريات كأس العالم في هذه السنة ينتظرون بشوق نهائيات كأس العالم قطر 2022، التي ستجمع أقوى المنتخبات العالمية على أرض عربية لأول مرة، وسيكون شرف رفع الكأس للفريق الذي سيفوز وللبطل الذي سيتوج باللقب. إلا أن هناك فريقاً واحداً يعمل في الكواليس ويرفع الكأس مرات عديدة كل أربع سنوات ليبهر في صنعها ونحتها وتلميعها.. إنه طبعاً فريق شركة GDE BERTONI الذي يقف وراء مراحل تصنيع الكأس العالمية حتى تصل لحلتها اللامعة والرائعة يوم التتويج.

 

 

فكأس القمة الكروية، إذن، يتم تصنيعها منذ سنة 1971 في مصنع شركة GDE المتواضع والمتواجد بضواحي مدينة ميلانو الإيطالية، حيث يعمل داخل المصنع أقل من 20 شخصاً يسهرون على صنع الكأس العالمية صناعة متقنة وإخراجها إخراجاً براقاً يليق بحجم التظاهرة الكروية.. وعلماً أن كل أعضاء فريق الشركة من أصول إيطالية إلا أن من بينهم شاباً مغربياً مبدعا  نقربه من عشاق الكرة المستديرة وكذا تشجيعا للمواهب المغربية والعربية الشابة التي تبدع حول العالم.

 

إنه السيد أحمد أيت سيدي عبد القادر الذي ولد سنة 1964 بقرية زاوية أوزدين، الواقعة ضواحي أكدز على بعد 90 كلم من مدينة ورزازات المغربية. هاجر إلى الديار الأوروبية منذ سنة 1990 واستقر في إيطاليا مع أسرته لثلاثة عقود، وقد التحق سنة 2002 بالعمل في الشركة الإيطالية المصنعة لكأس العالم ليكون بذلك الأجنبي الوحيد والعربي الوحيد الذي يعمل ضمن فريق عمل الشركة.

 

تفانيه في العمل وإتقانه لتخصصه المهني عاملان جعلا السيد أحمد يدخل الاحترافية من بابها الواسع ويلتحق بالشركة؛ حيث يعمل في مجال التلميع بالذهب والفضة وغيرها من المواد المعدنية، ليكتب القدر ليداه أن تُلمعا مختلف الميداليات العالمية التي تصنعها الشركة خصوصاً ميداليات الألعاب الأولمبية، وكذا مختلف الكؤوس القارية (كأس دوري الأبطال، كأس إفريقيا للأمم، كأس أوروبا ليغ، كأس الخليج،..) فضلاً عن كؤوس العالم لكرة القدم.

 

وبخصوص هذه الأخيرة، فقد كان للسيد أحمد أيت سيدي عبد القادر شرف المشاركة في صناعة وتدقيق وتلميع خمس كؤوس عالمية متتالية منذ سنة 2002 وهي : كأس العالم لسنة 2002 التي فازت بها البرازيل بملعب يوكوهاما الياباني، كأس 2006 التي حملت إيطاليا لقبها على الأرض الألمانية، كأس 2010 المنظمة في جنوب إفريقيا والتي كانت من نصيب الفريق الإسباني، كأس 2014 التي توجت بها ألمانيا بملعب ريو دي جينرو، ثم كأس العالم لسنة 2018 التي توجت بها فرنسا في روسيا.


وعن شعور السيد أحمد وهو يقوم بتلميع كأس العالم الذهبية، قال لموقع رقيم : ‘شعور لا أستطيع وصفه.. شعور غاية في الروعة خصوصاً حين أراها تُرفع في المباراة النهائية لكأس العالم، وكذا حين أشاهد الكأس التي وضعت فيها بصمتي تجول كل بقاع العالم وفي كل القارات قبل بداية التظاهرة، فإني أرى جزءا مني يتجول حول العالم وأرى صورتي على تلك الكأس أو على تلك الجائزة التي تصنع باحترافية ودقة عالية إذ تعتبر الأغلى في العالم’.

 

أما عن رسالته للشباب العربي والشباب المغربي على وجه الخصوص فيقول : ‘أرى والحمد لله أن الكثير من الطاقات الشابة المغربية منها والعربية تهاجر إلى أوروبا وإلى كل بقاع العالم من خلال تميزهم وإتقانهم لأعمالهم، و (رحم الله من عمل عملاً فأتقنه) هي القاعدة الأساسية والصلبة التي يمكن أن يبني عليها الشاب المغربي والشاب العربي بصفة عامة عمله ليتميز ويبدع’.

 

في الختام، أكد السيد أحمد أيت سيدي عبد القادر فخره واعتزازه بالعمل ضمن فريق متميز مثل فريق BERTONI، كما نوه بالمجهودات التي قدمها له بلده المغرب من خلال التكوين في مجال تخصصه، وكذا إتاحته فرصة الهجرة خارج الوطن لصقل موهبته وتلميعها واستكمال مشواره المتميز.

 

فيديو :