آراء و مقالات

مقال رأي : كان 2017 سوق خصبة لتطور أسهم اللاعبين


 
تعد كأس إفريقيا من بين أبرز التجمعات الكروية بالعالم ، حيث يعتبرها البعض البطولة الأكثر أهمية بعد كأس العالم و كأس أمم أوروبا ، الجانب الرياضي لهذه التظاهرة لن يمر دون الحديث عن جانبها الإقتصادي ، صحيح أن مواضيع عدة تتباذر إلى الذهن حينما نذكر الشق المرتبط بالمال و الأعمال في اللعبة لكن حديثنا في الأسطر القادمة سيكون عن دور كأس أمم إفريقيا في الرفع من أسهم فئة معينة من اللاعبين التي تثير إهتمام كشافي أندية بمستوى أفضل من التي يمارسون فيها .

أندية عدة ترسل كشافتها لكأس إفريقيا خصوصا الأندية الفرنسية ففرق عدة ترى في هذه الدورة ، تجمعا يعطي إختيارات عدة و يزخر بمواهب في مختلف المراكز ، فبإختلاف طموح الفرق إلا أن تواجدها يكون في أحيان عدة ضروري ، ففرق كليون مثلا ترى أن الهدف من متابعة البطولة ليس بالتحديد ضم اللاعبين في هذه الفترة بل المراقبة ، و هذا ما أشار إليه كشاف الفريق باتريس جيرار الذي يعمل في منصبه منذ سنة 1988 : ” هذه التظاهرة لا نضع فيها نصب أعيننا ضم بعض اللاعبين ، لكن هذا لا يعني أن نضعها خارج الحسابات . فنحن نعرف عدد كبيرا من اللاعبين في البطولة الذين يمارسون في دوريات عدة و عدد كبير منهم في فرنسا . لكن من الممكن أن تكون هناك أسماء مثيرة للإنتباه و ستظهر بشكل قوي في البطولة خصوصا من المنتخبات التي نعرف عنها القليل كزيمبابوي و الكونغو الديموقراطية . ” . تصريح جيرار كان قبل بداية كأس إفريقيا و بالرجوع لجملته الأخيرة فأسماء عدة من زيمبابوي و الكونغو الديموقراطية تألقت بشكل ملفت للنظر في البطولة و على سبيل الذكر لاعب نادي أستانا الكازاخي جونيور كابانانغا الذي سجل في هذه البطولة 3 أهداف من أربع مباريات ، و هو إسم لم يكن يعرفه الكثيرون قبل بداية البطولة ، نفس الشيء لثنائي زيمبابوي خامات بايات و كوداكواشي ماحاشي اللذان يمارسان في الدوري الجنوب إفريقي الذي يعد من بين أفضل الدوريات الإفريقية .
هذه الدورة ساهمت بإنتقال لاعبين كثر لفرق بمستوى أفضل مما كانوا يمارسون فيه ، البدء كان بحارس المنتخب الجزائري رايس مبولحي الذي كان بدون فريق و لفت الأنظار بشكل كبير رغم مشاركته في مباراة واحدة ضد زيمبابوي ليوقع على عقد مع نادي رين ، نفس النادي إستفاد من خدمات لاعب الكونغو الديموقراطية فيرمين موبيلي الذي ظهر بمستوى جيد مع المنتخب الكونغولي و ضمه النادي من الأهلي القطري ليعود لذلك للسكة الصحيحة رياضيا بعد موسم و نصف من توقيعه في دوري نجوم قطر .
” الثورة ” لم تقف هنا فبعد مستواه الجيد رفقة المنتخب البوركينابي وقع اللاعب بريجيس ناكولما لنادي نانت في أخر لحظات المركاتو قادما من قيصري سبور ، اللاعب ذو 29 سنة سجل هدفين في الدورة في مرمى الغابون و تونس و أبلى البلاء الحسن ، فبنيته الجسمانية و مستواه التقني يجعلان منه مهاجم عصري يقدم الإضافة حتى خارج منطقة الجزاء الشيء الذي ينقص ” الكناري ” تحت قيادة المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو . أديبايور كذلك لم تفته فرصة الكان لتقديم مستوى مميز فرغم أشهر من العطالة قدم اللاعب مستوى جيد في هذه المنافسة و كان من بين أبرز لاعبي المنتخب التوغولي حيث شكل خطورة على دفاعات الخصوم و نذكر المباراة التي جمعت منتخب بلاده بالمغرب حيث أرهق مهدي بنعطية في المواجهات الثنائية ، لينتقل بذلك لنادي إسطمبول باساسيكسيهير الذي يحتل الرتبة الثانية في الدوري التركي .
هذا ليس بالجديد عن هذه التظاهرة فدائما ما تراها أعين أندية عدة ، و لعل المستفيد الأبرز منها تكون فرق فرنسا التي ترصد عددا محترما من الكشافة خصوصا أن هذا الحدث دائما ما يصادف أخر أسبوعين من المركاتو الشتوي ، الفرصة لا تكون للإنتداب فقط بل لتسجيل أسماء تستحق المتابعة ربما قد تعزز صفوف هذا الفريق أو ذاك في فترات الإنتقالات القادمة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *