مواهب من أصول مغربية

لهم جذور مغربية (3) : ديوري : “لم يسبق لي زيارة المغرب لكنني أعشقه جدا”.

 

ألفنا في السنوات الأخيرة عند الخوض في غمار كل استحقاق كروي إفريقي جملا تتكرر على مسامعنا، تنطق بها أفواه صحفيين أو تتناقلها سطورهم من قبيل “لم يعد هناك وجود لمنتخبات ضعيفة ومغمورة في القارة السمراء”، “تطور مستوى كرة بلدان إفريقيا بالإيجاب بينما بارحنا مكاننا”، “تغيرت الخارطة الكروية الإفريقية” … هي جمل و أخرى وإن إختلفت طريقة التعبير عنها إلا أن مضمونها الصارخ الوضوح إستدعى منا البحث في لوائح لاعبي مختلف المنتخبات الإفريقية و كذا في لوائح آنتقالات اللاعبين الأفارقة نحو خارج القارة السمراء لعلنا نجد تلك الوصفة السرية أو الحلقة المفقودة التي جعلتنا عاجزين عن مسايرة ركب منتخبات كانت في الأمس القريب تضرب لنا ألف حساب، ليتضح من خلال هذا البحث السطحي أن نسبة ليست بالبسيطة من تلك اللوائح مشكلة من خريجي أكاديميات تكوين إحترافية، معطى بالتأكيد أنه ساعد في تطوير مستوى وتثبيت أقدام العديد من البلدان الإفريقية جنوب الصحراء كرويا و المغرب بدوره وفي أخر نسخة من الكان إستفاد من إحدى تجاربه القليلة على مستوى صقل المواهب داخل الأكاديميات إذ شارك لاعبان من تكوين أكاديمي محلي في التشكيل الأساسي للمنتخب الوطني (يوسف النصيري و حمزة منديل) بعد أن كانا قد ضمنا لنفسيهما عقدين إحترافيين في أوروبا إنطلاقا من هذا التكوين.
 
إضافة لأكاديمية أسيك ميموزا العريقة التي قدمت لمنتخب ساحل العاج خلال نسخة 2008 من الكان 14 لاعبا من أصل 23، تتواجد أكاديميات أخرى منتشرة في مختلف بلدان إفريقيا، بعضها حكومي ومحلي والبعض الآخر من إنشاء أوروبي في الأراضي الإفريقية، إحدى أنجحها تلك المتواجدة بمدينة سالي السينيغالية؛ أكاديمية ديامبارس (Diambars Academy) التي أنشأت سنة 2003 ومقرها المعهد الرياضي-الدراسي لديامبارس والتي إستطاعت خلال 14 سنة حصد مجهودات التكوين الإحترافي المتوازي مع التحصيل الدراسي المستمر واستطاع فريق الأكاديمية سريعا الوصول للدوري السنغالي الأول والحصول على لقب الدوري سنة 2013 في ثاني موسم له في هذا الأخير في إنجاز غير مسبوق لفريق أنشأ في الأصل كأكاديمية إضافة لتحقيقه لقب بطل كأس السنغال أربع مرات سنوات 2011، 2012، 2013 و 2016 جامعا بذلك بين مهمتي صقل المواهب وتكوينها و تحقيق الألقاب، الأكاديمية السالفة الذكر أنجبت لاعبين إتجهوا نحو ملاعب القارة العجوز و شكلوا قوة المنتخب السنغالي لعلى أبرزهم هو کارا مبودج (Kara Mbodj) أفضل مدافع خلال نسخة كأس إفريقيا الأخيرة والذي إنطلق في خطوة أولى من ديامبارس نحو ترومسو النرويجي سنة 2010 قبل أن ينتقل نحو جينك البلجيكي وأندرليخت بعدها بفضل تألقه المستمر.

 

 

أخر خريجي أكاديمية ديامبارس هو مهدي ديوري (Mehdi Dioury) و ينحدر الشاب ذو 18 ربيعا من أب مغربي وأم سينيغالية، في دردشة قصيرة معه تحدث لموقعكم “المرصد برو” حول بداياته، طموحاته وعلاقته بالمغرب حيث استعرض الحديث قائلا : “ولدت في السنغال وبالظبط في مدينة ثييس، ألعب كمتوسط ميدان دفاعي، جنسيتي سنغالية بلد والدتي، أبي مغربي و هو متوفي الأن، لم يسبق لي أن زرت المغرب لكنني أعشقه كثيرا، لدي بعض العائلة هناك رغم عدم التواصل المستمر معهم، سيكون من الرائع تمثيل المغرب أو اللعب هناك لكن من يعلم ما تخبئه الأيام” و حول بداياته وطموحاته قال :”بدأت كغالبية الشبان في الشارع وملعب الحي، في سن 13 سنة تم إختياري كأفضل لاعب في جهتي و تمكنت بذلك من ولوج أكاديمية ديامبارس بعدها بسنة وخلال هاته الأربع سنوات طورت مستواي وحققت ألقاب عديدة مع فريق ديامبارس تحت 20 سنة كالبطولة الإقليمية والجهوية وإستطعت الوصول للفريق الأول وخوض بعض المباريات كما تمت دعوتي سابقا للمنتخب السنغالي تحت 17 سنة إلا أنني كنت ملتزما بامتحانات مهمة ولم أستطع الحضور، في بداية هذا العام وقعت عقدا إحترافيا رفقة نادي ترومسو (Tromsø IL) النرويجي يربطني بهم حتى سنة 2020، أعلم ما أريد فعله والوصول له وسأعمل بجد لتحقيق أحلامي، الكثير من خريجي ديامبارس مروا من هنا وأود تحقيق ما حققوه أو أفضل من ذلك”.
 
في أول ظهور تجريبي ودي لمهدي ديوري رفقة ترومسو بداية الشهر الجاري ترك الشاب الذي شبه بمواطنه السنغالي السابق للنادي كارا مبودج إنطباعا إيجابيا لدى مدرب النادي بارد فلوڤيك الذي أشاد به بعدما استعمله كقلب دفاع في الشوط الأول قبل أن يدفع به كمتوسط ميدان دفاعي خلال الفترة الثانية من المبارة التي جمعتهم بنادي إف.ك سينجا، وعلق اللاعب حول الأمر قائلا :” الفريق رائع، يوجد لاعبون جيدون هنا، سوف أبقى هنا وأعمل معهم بجد لكي نذهب بعيدا، أفضل أن ألعب كمتوسط ميدان لكن بما أن المدرب وظفني كقلب دفاع فيمككني أداء المهمة”.
 
مهدي ديوري من مواليد السابع من نونبر سنة 1998، بطول يناهز المتر و تسعين سنتمترا (1,90cm)، متعطش لأول ظهور رسمي رفقة فريقه الجديد ضمن فعاليات الدوري النرويجي الممتاز (Eliteserien) التي ستنطلق في اليوم الأول من الشهر القادم وسنوافيكم بكل تطور هام في مسيرة اللاعب كما عودناكم مع كل محترفينا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *