آراء و مقالات

المغرب بلد لا يمتلك استراتيجية رياضية

هل المغرب بلد رياضي ؟ سؤال يمكننا الإجابة عنه أخيرا بعد سنوات من المتابعة المباشرة و البحث الصحفي و الحديث مع كل مكونات الرياضة المغربية.
 
بلاد نوال المتوكل ، هشام الكروج و عزيز بودربالة لم يسبق لها قط أن وضعت استراتيجية عمل و أهداف للرياضة المغربية ، اعتماد كلي على المواهب و اجتهادات غيورين على الرياضة المغربية و التكوين الذي يستفيد منه الجالية المغربية في الدول الأجنبية.
 
ميزانية قطاع الشباب و الرياضة ارتفعت من مليار و951 مليون درهم سنة 2016 إلى مليارين و607 مليون و324 ألف درهم في مشروع الميزانية الخاص بـ2017 ، مبلغ مهم لكنه يعطى دون وضع عقد أهداف لذلك لا نرى محاسبة عند الإخفاقات . البرلمان المغربي لم يجتمع قط في تاريخه للحديث عن رؤية عمل رغم مناداة الملك محمد السادس بذلك في رسالته الأخيرة بوضع استراتيجية عمل لقطاع الرياضة كما هو الشأن بالنسبة لجميع القطاعات.
 
نسبة عدد الممارسين للرياضة في المغرب بشكل منتظم لا تتجاوز 1% نصفهم تقريبا يمارسون رياضة كرة القدم ، و هذا يرجع لعدة أسباب منها: الاهتمام الضعيف لوسائل الإعلام المحلية بقطاع الرياضات الفردية ، ضعف التكوين في المغرب من بين الدول الذي يعاني نقصا كبيرا من ناحية الأطر التدريبية و التقنية ، ضعف الحوافز المالية المقدمة للرياضيين و غياب المحاسبة و المراقبة.
مسؤولون يمضون لعقود لا تهمهم الرياضة في شيء و غضب إعلامي بعد كل مشاركة مخيبة للآمال للرياضة المغربية منذ سنة 2006 ، لكن لا شيء تغير نشارك من أجل المشاركة و من يتابع الرياضة المغربية تكون النتائج بالنسبة له منتظرة ففاقد الشيء لا يعطيه و زمن المعجزات قد ولى !
 
ستظل النتائج الرياضة كما هي لطالما ليست هناك مراقبة ، و لا نتوفر على استراتيجية عمل و جواب لسؤال ” ماذا ننتظر من الرياضة ؟ ” ، فقد مرت سنة بالتمام و الكمال على أولمبياد ريو و 3 أشهر على انتخاب لجنة أولمبية جديدة و لا نتوفر بعد على خطة عمل و لا أهداف من مشاركة طوكيو 2020. منذ أسبوعين ، سئل مصطفى اوراش رئيس الجامعة الملكية لكرة السلة عن سبب عدم صرف منحة الجامعة من طرف وزارة الشباب و الرياضة و أجاب : أنا لا أعلم كل الجامعات الرياضية في المغرب تشهد مشاكل لماذا يقطع الدعم عن كرة السلة فقط ؟ و لربما من الأسئلة الجريئة التي يجب أن نطرحها لماذا لا يتخلى رؤساء الجامعات عن مناصبهم و من ينصبهم ؟ فهل عبد السلام أحيزون الرئيس المدير العام لاتصالات المغرب يهتم بألعاب القوى أو فيصل العرايشي رئيس اللجنة الاولمبية الجديد و جامعة التنس يهتم بقطاع الرياضة كما يهتم بقطاع التلفزة ؟ و من الذي نصبهما على رأس الجامعات و من الذي يمنعهم من مغادرة مناصبهم ؟
 
في المغرب الصورة تبدو لي كصحفي حادثت جميع الأطراف ، جمهور غير متابع للرياضة لكن فور إعلامه بالنتائج يبدأ ب”الكريتيك” و لوم جميع الأطراف و البلد ككيان مؤطر ، رياضيون يلومون إهمال و تهميش الجامعات و عدم مبالاة الجمهور ، جامعات تشكو قلة اهتمام وسائل الاعلام و الدعم الغير كافي من الدولة للقطاع و الرياضيين الذين لا يجتهدون ، و صحافة أغلبها تهتم بكرة القدم فقط كأنها الرياضة الوحيدة في المغرب و لا تلعب دورها في البحث و اللوم و النقد البناء و المناداة بالتغيير و المحاسبة.
 
كلها عوامل تجعل تصنيف المغرب الرياضي ضعيف و لولا المواهب التي تولد من رحم المعاناة تارة أو من ثمرة اجتهاد الدول الأوروبية في التكوين كنا سنرى المغرب أسفل سافلين في هذا القطاع.
أنادي بكل صدق كل صحفي ، مسؤول و غيور على الرياضة المغربية أن يهتم بأمر إحداث ” استراتيجية للرياضة المغربية ” و وضع عقد أهداف حقيقي مع الجامعات الملكية و الأندية في جميع الرياضات لتشجيع سياسة التكوين و البداية من الصفر ( نقطة البداية ) لأن السياسة الترقيعية الموجودة حاليا في المغرب أسفرت عن إقصاء منتخب الكاراطي سنة 2014 دون حساب و توقف التايكواندو المغربي عن المشاركة سنتين دون حساب و غياب ألعاب القوى عن التتويج العالمي 3 دورات دون حساب و مشاكل بين الرئيس القديم و الجديد و تجميد نشاط جامعة البادمنتون دون حساب و الاكتفاء ببرونزية يتيمة في اولمبيادي لندن و ريو و الأمثلة عديدة …
 
سنوات من الفشل الرياضي و المشاركات المحتشمة في الألعاب الأولمبية و البطولات العالمية في مختلف الرياضات دون حساب و لا استفاقة لممثلي الشعب في البرلمان فإلى متى ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *