متسجدات المحترفين

في المغرب، فريق مستورد للعب كاس العالم

Image result for morocco team 

حتى قبل ان يبدأ في التحدث مع وسط الميدان سفيان امرابط، كان يعلم رود خوليت انه سيفشل في اقناعه.
في مهمته لاقناع سفيان امرابط، وسط ميدان واعد صاحب 21 عام، لاختيار اللعب لصفوف المنتخب الهولندي، كانت لخوليت عدة عقبات. اللاعب الذي ازداد في قرية هويزن قرب العاصمة امستردام، عاش جل حياته في هولندا و بدأ اللعب كرة القدم في نوادي هناك.

لكن الان عندما كبر اصبح له قرار عليه ان يتخده : اللعب لمنتخب هولندا البلد الذي ترعرع فيه، او المغرب بلد ازدياد ابويه و اجداده.

” العائلة تدفعك لاختيار المغرب ” يصرح رود خوليت، لاعب سابق و مساعد مدرب المنتخب الهولندي عندما تحدث مع سفيان امرابط. ” و بذلك فاعتقد انهم لا يملكون اختيارا في واقع الامر “.

يعد اللاعب احد خمسة اسماء التي ازدادت في هولندا و ستشارك مع المنتخب المغربي في كاس العالم القادمة. منتخب يضم ايضا العميد المولود في فرنسا و الذي يلعب في ايطاليا، و مدافع مزداد في اسبانيا و تعلم الكرة في ريال مدريد. في الواقع، يعود المنتخب المغربي للمستوى العالي بعد غياب ناهز 20 عاما، و ذلك عن طريق لاعبين اغلبهم من ابناء اوروبا و تكونوا في مدارس تكوين اوروبية خالصة.
عندما اعلن الناخب الوطني عن اللائحة النهائية، ف انها ضمت 17 لاعبا من اصل 23 ازدادو بالخارج و كان بالممكن ان يكون العدد اكبر من ذلك. فقد غاب عن اللائحة ميمون ماحي التي تعد مسيرته الكروية مثالا لاعجاب المغرب باللاعبين المزدادين خارج اراضيه.

و قد وصف اللاعب لحظة تسجيله الهدف السادس ضد مالي انها كانت احد اسعد لحظات حياته، خصوصا من جانب والديه اللذان بكيا بالدموع في تلك اللحظة من شدة افتخارهم بابنهم الذي قرر تمثيل بلد الاصول.

“من الرائع ان تشاهد ابنك هناك في الملعب، بعد كل تلك السنوات تكتفي بمشاهدة المنتخب في التلفاز و فجأة ترى ابنك هناك “.

من المؤكد ان عدة اباء اخرون احسوا بنفس الاحساس، خصوصا و ان الاهداف الستة سجلت عن طريق ابناء الجالية الاوروبية.

قصة تأهل المغرب الناجحة هي ابرز مثال لكيفية لجوء البلدان للجالية المقيمة بالخارج لتحقيق النجاحات. اخر منتخب مغربي تأهل لكاس العالم سنة 1998 بفرنسا كان يضم لاعبان فقط ازدادا خارج الوطن. الان العدد ارتفع الى 17. اغلبية النجوم التي تم جلبهم هم نتيجة الحملة التي اعطت اكلها سنة 2014 عن طريق المنتخب الجزائري الجار و الذي تمكن من التأهل للدور الثاني بفضل لاعبين من الجالية الفرنسية بالتحديد.

نجاح المغرب يذكرنا بانه في ظرفية ارتفعت فيها القومية ب اوروبا، فان اللاعبين يجدون انفسهم في موقف صعب يختارون فيه بلد اجدادهم لانهم يعتبرون انه ستكون لهم فرصة للنجاح اكبر من تلك الموجودة في بلد المنشأ.

هولندا، بالاضافة الى فرنسا، هو اكبر مصدر للاعبين المغاربة في التشكيلة الحالية المشاركة هذا الصيف. هناك لاعبين اخرين قادمين من بلدان مختلفة مثل بلجيكا، اسبانيا و المانيا. لن يأتي فريق الى روسيا يملك لاعبين من الخارج اكثر من المنتخب المغربي.

” شرحنا لهم ان اهم شيء هو روح الفريق و المجموعة ” يقول المدرب هيرفي رونار. ” من اجل ان تحقق شيئا في كرة القدم، ان لم تكن تكون تملك روح المجموعة، فلا يهم من اين اتيت”.

وكيل اللاعبين شرف بودان يفسر انه اللاعبين الذين تكون لهم الفرصة لاختيار عدة منتخبات يجدون انفسهم امام وضعية معقدة. يجب ان يفكر سواء في الجانب العائلي من جهة، او في الجانب الهمني و الاحترافي من جهة اخرى.

ابرز هداف للمنتخب المغربي، حكيم زياش، ولد في درونتن في وسط هولندا. في بداية الامر كان يظهر ان زياش سيمثل بلد الازدياد حيث انه صرح في 2015 ان سبب اختيار هولندا هو مشاركتها المستمرة في المنافسات الكبيرة. لكنه غير رأيه فيما بعد.

زياش، الذي مثله مثل ماحي مثل هولندا في الفئات السنية، اختار المغرب من اجل تحقيق حلم والده. ” اني افكر بالقلب، و القلب يقول المغرب “.

هناك عدة عقبات و صعوبات عندما تختار منتخب افريقي على حساب منتخب اوروبي. هناك صعوبة اكبر للتنقل وسط القارة بين البلدان و الظروف المناخية من الصعب ان تستأنس بها. و اضافة الى ذلك كاس افريقيا للامم التي تقام كل سنتين وسط الموسم في يناير مما يجعل اللاعبين مضطرين لترك انديتهم وسط الموسم مما يؤذي الى فقدان مكانتهم الرسمية على الصعيد الشخصي و ذلك قد يؤثر كثيرا على مستقبلهم الاحترافي.

لكن بالنسبة للعديد من اللاعبين فالانتماء يهم اكثر. اوروبا شهدت خلال السنين الاخيرة ازدياد النزعة القومية و تطور احزاب اليمين المتطرف الذي ينتقد بشدة المهاجرين و مكانتهم داخل المجتمعات الاوروبية. احد هاته القوى تمكنت من الفوز بعدة اصوات انتخابية من بينها حزب جيرت ويلدرز في هولندا الذي نعت المغاربة بالتحديد بابشع الصفات فقط لانهم مختلفون.

موريس كرول، بروفيسور في جامعة امستردام فريج، و الباحث في موضوع اطفال المهاجرين باوروبا، يقول ان اختيار بلد الاجداد هو ناتج عن مرحلة ما بعد احداث 11 شتنبر لان المهاجرين اصبح يحسون ان دينهم هو غير مرغوب فيه و محارب من طرف بعض الجهات.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *