الحوارات

قصة حكيم زياش (الجزء 2)

في سن 14 غادرت المنزل لألتحق بأكاديمية هيرينفين وهناك التقيت برجل مغربي يعتبر من اقدم المحترفين المغاربة بهولندا يدعى عزيز ذو الفقار ، هذه الرجل فيما بعد كان له الفضل فيما وصلت اليه الآن !


دعني أخبرك شيئا ، في هذا العمر حين نضجت ، يمكنني القول لك أن الرب يرسل لك شخصا يكون بمثابة المرساة التي تجعلك ترسو في بحر الحياة ، قبس النور الذي ينير ظلمتك ، اليد الراعية التي تأخذ بك نحو مستقبل افضل .. لا يهم كم أخطأت ، لأنه سيكون دائما هناك بجانبك يلعب دور المرشد والمنقذ !


ولكن في طفولتي لم أكن مؤمنا بهذا ، كنت مؤمنا أن ظروف معيشتي تحتم علي ان اسلك مسارا غير هذا ، ان النجاح غير مكتوب لي ، و الفشل في نهاية المطاف سيلازمني ، على هذا الاعتقاد عشت هناك في الاكاديمية ، كنت مشاكسا ميالا للعنف والكسل والخمول ، غير منضبط بمواعيد التداريب .. كأنني كنت أقول لهم اطردوني من هنا .


بالفعل تحقق مرادي وطردت من الاكاديمية ، لكن اليد الراعية امسكت بي من جديد ، تعهد ذو الفقار لمسؤولي الاكاديمية بانه سيكون مسؤولا مباشرا عني ،ونجحت تدخلاته في اعادتي لاكمل تكويني ، لقد آمن بي ، رأى فيّ شيئا لم يره غيره بل حتي انا لم اره في نفسي .. كان يدربني خارج الاوقات الرسمية ، غرس في قلبي حب الكرة وصقل موهبتي ، علمني الانضباط واحترام زملائي ومدربييّ .


بعد اربع سنوات في مركز التكوين التابع للنادي ، وبتاريخ 12 غشت 2012 خضت اول مقابلة بالدوري الهولندي الممتاز ، اتذكر جيدا تلك المباراة ، بعض الأحداث تبقى محفورة في ذاكرتك للابد ، موت والدي ..أول مباراة في الدوري ، أول هدف ، اول دعوة تلقيتها لحمل القميص الوطني ، الانتقال للاياكس ، خسارة النهائي الاوروبي ، اول مباراة في دوري الابطال ، الهدف ضد ريال مدريد … هذه امور لا تنسى !


انا الان في موسمي الثالث رفقة الاياكس ، يلقبونني بالمايسترو .. قد يكون هذا الموسم الاخير لي هنا ، منفتح جدا على فكرة الانتقال لنادً اوروبي جديد ، اريد ان اعيش تحربة جديدة ، اقتربت من ذلك الموسم الماضي ، كنت قريبا من روما و دورتموند ، تتحدث عني الصحافة بانني قريب من البايرن او ليفربول .. حسنا ، انا قريب جدا ..قريييب جدا !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *