أسود الأطلس | كأس افريقيا للأمم

الليث الجائع يلتهم الفيلة، ويهدي فوزا مستحقا لكتيبة الأسود الأطلسية

تمكن المنتخب المغربي لكرة القدم من التأهل بشكل رسمي لثمن نهائي كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، بعدما حقق فوزا مستحقا على نظيره الإيفواري بنتيجة 1-0، وذلك  في إطار الجولة الثانية من مباريات المجموعة D و المندرجة ضمن دور مجموعات CAN2019.

      وقبل  انطلاق المباراة بحوالي ساعة، أعلن المدرب هيرفي رونارد عن تشكيلة المنتخب المغربي، التي أعادت عناصرها المشاركة في مونديال روسيا 2018 دون أي تغيير باستثناء الحراسة التي شهدت استمرار تواجد من شارك ضد نامبيبيا و الحديث هنا عن ياسين بونو. أما خط الدفاع، فرغم توقعات بمشاركة مزراوي كأساسي، إلا أن درار لم يتخلى عن مكانه في الرواق الأيمن، مع تواجد أشرف حكيمي في مركز الظهير الأيسر، في حين تكون قلب الدفاع من ثنائية سايس و بنعطية. و عن وسط الميدان، فقد شهد عودة الأحمدي للارتكاز، مع إعطاء مهمة خلق الدينامية في الوسط للخبير بوصوفة، بينما تكلف بلهندة بضبط الإيقاع، و رغم تمركز أمرابط كجناح أيمن و زياش في الجهة اليسرى، إلا أنهما تميزا بتبادل مراكزيهما بإستمرار مما خلق تشويشا على دفاع الخصم، في حين أوكلت مهمة التسجيل و الضغط على الخصم في المربع للمهاجم يوسف النصيري الذي كان يساند الدفاع المغربي كلما سنحت له الفرصة. أما تشكيلة الإيفواريين لم تشهد تغييرا كبيرا باستثناء خط الهجوم الذي شهد تواجد كرادل في الجناح الأيسر مكان زاها بسبب الاختيارات التقنية للمدرب.

     بالعودة لأحداث المباراة، فقد كاد الفيلة أن يفتتحوا عداد التسجيل بعدما تمكن سيرج أورييه من اختراق الجهة اليسرى في الثانية 35 مرسلا عرضية دقيقة نحو المهاجم كودجيا الذي لم يتوانى عن إرسالها برأسه نحو الشباك، لكن يقظة المدافع سايس جعلته هو الآخر يستعمل رأسه و يبعد الكرة بصعوبة من على خط المرمى مرسلا إياها نحو الركنية.  لم تمثل هذه الهجمة سوى ذلك الاندفاع الأولي في المباراة، إذ و بعدها تمكن أسود الأطلس من السيطرة على الملعب، ضاغطين على دفاع الخصم عن طريق العرضيات، إما من خلال توزيعات زياش و بوصوفة عن طريق الركنيات و الركلات الحرة و كذا في بعض اللحظات التي تمكن فيها نجم أجاكس من اختراق أظهرة الخصم، و إما عن طريق اختراقات الظهير الأيسر حكيمي الذي كان مصدر إزعاج مستمر. كما أن بلهندة كان ناجحا في الحفاظ على توازن وسط الميدان و إخراج كرات مثالية نحو الأطراف، مثلما حدث في الكرة التي قدم فيها تمريرة أرضية نحو درار، ليرسل هذا الأخير عرضية على المقاس نحو رجل يوسف النصيري و الذي كان قاب قوسين أو أدنى من تسجيل أولى الأهداف في الدقيقة 18. نجم ليغانيس و كما نحب تسميته بـ”الليث الجائع” لم يتوقف عن محاولات التسجيل، إذ عاد بعدها في محاولتين خطيرتين كادتا أن تترجما إلى هدفين لولا يقظة الحارس غبوهو، يقظة لم تنفع الحارس الإيفواري في الدقيقة 22، حينما تمكن نور الدين أمرابط من مراوغة خمس لاعبين قبل أن يقدم تمريرة على طبق من ذهب للنصيري الذي أنهاها في الشباك على طريقة الكبار، و مفتتحا بذلك رصيده من الأهداف في الدورة الحالية من الكان. هدف استفز الخصوم حيث حاولوا الرد بسرعة عن طريق هجمة مرتدة تصدى لها ياسين بونو بخروج شبه موفق على الجهة اليمنى، حيث لم يمنع الهدف بشكل كامل، ليتمكن الإيفواري بيبي من تسديد كرة قوية سكنت في الشباك الخارجية و بالتالي ظلت النتيجة تشير إلى تقدم الأسود. و قد تميزت باقي أطوار الشوط الأول بالأخذ و الرد بين الطرفين مع أفضلية واضحة للأسود المنتشين بالتقدم في النتيجة، الذين كادوا أن يضاعفوا النتيجة لولا تصدي الحارس غبوهو لانفراد و تسديدة النصيري، ليؤول النصف الأول من المباراة إلى النهاية بتقدم الأسود الأطلسية بهدف دون مقابل.

      عن الشوط الثاني، فقد انطلق على إيقاع ضغط المنتخب المغربي عبر هجمات متنوعة كما حدث في الشوط الأول، مع محاولات محتشمة من جانب منتخب ساحل العاج، و كادت الدقيقة 59 أن تعلن الهدف الثاني للأسود بعدما تجاوزت تسديدة زياش القوية العارضة الأفقية بسنتيمترات قليلة، و استمر الأسود في الضغط غير مستغلين حسن بناء الهجمة لأجل تحويلها إلى هدف، خصوصا بعدما أحكم رجال المدرب رونارد سيطرتهم على وسط الميدان.

و لم يكن عامل ضعف إنهاء الهجمة المعرقل الوحيد لمضاعفة النتيجة، و إنما كان الحكم مساهما في الأمر، و هو الذي لم يتجرأ لإعلان ضربة جزاء في الدقيقة 68 بعدما عرقل أشرف حكيمي من طرف إسماعيل تراروي داخل منطقة عمليات الإيفواريين. لكن الضغط المغربي استمر، و استمرت المحاولات الخطيرة أبرزها رأسية النصيري المحادية لمرمى غبوهو في الدقيقة 71.

و بعد المحاولات الغزيرة من طرف الأسود، استفاق لاعبو المدرب ابراهيما كامارا إيقاع محاولات كادت أن تعادل النتيجة، كالعرية التي حولها البديل ويلفريد بوني برأسه نحو زميله بيبي القريب من مرمى بونو، لكن المهاجم الإيفواري لم يتمكن من الوصول إليها و بالتالي ذهبت الكرة إلى ركنية. و لم يقف منتخب الفيلة عند هذا الحد، و إنما استمر في محاولات التسجيل، مستغلا الحركية في خط هجومه بعد دخول ماكسويل كورنيت و ويلفريد بوني.

لكن ضغط الإيفواريين لم يجعل المغاربة يقفون مكتفي الأيدي، و إنما كان الأخذ و الرد في تهديد الشباك، فبعد تسديدة بلهندة الخطيرة في الدقيقة 82 و التي تصدى لها الحارس غبوهو ببراعة، رد ويلفريد بوني من خلال رأسية مرت محادية لمرمى بونو، الأخير كان يقظا و أنقذ مرماه من خلال قفزه ببراعة على المقصية الجميلة للمدافع إسماعيل تراوري.

و لم تسجل المباراة أي محاولا خطيرة على مرمى الفريقين، باستثناء الدقيقة 90+1، حيث تمكن الأسود من بناء جملة تكتيكية محكمة أنهاها امبارك بوصوفة بتوزيعة داخل المربع نحو البديل نصير مزراوي و الذي لم يتمكن من ترجمتها إلى هدف بعدما سددها في العارضة العلوية لمرمى الإيفواريين.

ليطلق بعدها الحكم الكامروني نيانت أليوم في الدقيقة 90+4 صافرة النهاية، معلنا تفوق المنتخب المغربي بهدف واحد دون رد أمام نظيره منتخب ساحل العاج.

و بعد التصويت الذي أجراه الاتحاد الإفريقي من خلال المواقع الإلكترونية، منحت جائزة أفضل لاعب في المباراة لنورد الدين أمرابط الذي أعطى تمريرة حاسمة لمسجل هدف الفوز يوسف النصيري، كما قد أهدى لزملائه ثلاث فرصة سانحة للتسجيل لم تترجم إلى أهداف.

يذكر أن المنتخب المغربي سيقابل يوم الإثنين المقبل نظيره الجنوب إفريقي، و ذلك في إطار آخر جولات دور المجموعات، حيث تحتاج كتيبة هيرفي رونارد نقطة وحيدة لضمان صدارة المجموعة الرابعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *