أسود الأطلس

أمرابط مصدر إلهام و سخاء في العطاء

حينما تريد أن تكتب مقالا عن لاعبِ من حجم نور الدين أمرابط، فإنك حقا ستعجز عن إيجاد الكلمات المناسبة لوصفه أو التعبير عن ما بداخلك اتجاه اللاعب وما يقدمه من مردود إبداعيِ.

   فحتى مع تغير البطولات وتقدم عامل السن بقي نورالدين محافظا على قوته ورشاقته ومحافظا على روحه الوطنية العالية التي تتضح من خلال أدائه المميز.
فمن منا لا يتذكر مونديال روسيا والأداء القوي الذي قدمه ومكنه من ان يتواجد تشكيلة الدور الأول للمونديال رفقة كبار لاعبين عالميين.
بعد مونديال روسيا، ها هي بطولة “كأس إفريقيا” بصيغتها الجديدة تًطل علينا مع مدارس كروية مختلفة عن كأس العالم، مدارس تعتمد بالأساس على القوة البدنية ليؤكد أمرابط أنه أقوى بشكل ملفت في هذا الجانب الذي كان من نقاط ضعف اللاعبين المغاربة عموما. ليكون الدور الأول من هذه البطولة شاهدا على تألق صاحب 32 عاما حيث توجه كأحد أبرز نجوم كأس افريقيا حتى الان والارقام تعكس ذلك.
فهو أكثر لاعب ارتكب في حقه خطأ بـ 13 عرقلة مناصفة مع المهاجم الأوغنذي إيمانويل أوكوي، الغاني جوردان أيو، الزيمبابوي خاما بيليات و السنغالي بادو ندياي، كما يعتبر أكثر لاعب صناعة للفرص في البطولة صناعة لفرص محققة للتسجيل بـثلاث فرصِ مناصفة مع النيجيري إيتيبو، الزيمبابوي كارورو و الكامروني كارل إيكامبي.
عشية الجمعة الماضية كانت العاصمة القاهرة شاهدة على تألق جديد ومعتاد لنورالدين أمام الأفيال بل كان أحد أهم مفاتيح الفوز في هذه المباراة التي اعتبها المحللون أنها الأقوى حتى الان بالموازاة مع مباراة الجزائر ة السنيغال. فما إن وصلت الدقيقة الـ 23 حتى انطلق أمرابط بالكرة من وسط الميدان دون أي خوف من مدافعي الأفيال واخترقهم بكل نجاح ليضرب خط  دفاع الخصم بتمريرة رائعة في العمق للمهاجم النصيري الذي لم يتوانى في هز الشباك و منح الفوز والصدارة للأسود، قبل أن يخرج في الدقائق الأخيرة عقب تعرضه للالتواء ، لم يحرمه من الفوز بجائزة أفضل لاعب في اللقاء ، وهو أبسط شيء يناله لاعب بعد نهاية المباراة في اعتراف واضح من اللجنة المكلفة بدوره الفعال.
خلال بطولة أمم إفريقيا لهذه سنة التي ستبقى شاهدة على أروع مباريات أمرابط مع المنتخب الذي أظهر عن عزيمةْ كبيرة في تحقيق الافضل و الظهور بشكل ملفت رغم أنه يمارس في الدوري السعودي الذي انتقل له الصيف الماضي بعدما كان لاعبا فعالا في نادي ليغانيس الإسباني، إلا أن ذاك لم يمنعه من مواصلة مشواره الرائع، بحيث كافح بشكل كبير خلال النسخة الحالية من الكان التي يرغب في تحقيق لقبها، لتبقى له أفضل ذكرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *