أسود الأطلس | كأس افريقيا للأمم

أهم ما يمكن قوله حول السناجب قبل مواجهة الغد.

سيدخل المنتخب البنيني مباراة يوم غد بدون نجمهه الأول في الهجوم ستيف مونيي و السبب معروف، جمعه لإنذارين، و يبقى هذا المعطى سيف ذو حدين.

أهمية هذا اللاعب يسهل إظهارها و بغض النظر على سجله التهديفي مع منتخب بلده (6 أهداف في 15 مقابلة منذ 2015) و رفقة الأندية التي مر منها (مونبوليبه، نيم، هيدرسفيلد) بـ(36 هدف في 137 مباراة) التي كاتبقى أرقام متوسطة في مجملها إلا أن اللاعب يلعب دور الـPivot بآقتدار و لعله الأفضل في البطولة حتى اللحظة لدرجة أن الفكر الهجومي لدوسويي يعتمد بالأساس عليه، كيف ؟

أربع معطيات :

منتخب البنين ثاني منتخب في البطولة مناصفة مع نيجيريا و المغرب اعتمادا على العرضيات بـ21 وراء السنغال التي لعبت 24 عرضية + منتخب بنين أكثر منتخب في البطولة صناعة للفرص بكرات طولية بـ11 + منتخب بنين أكثر منتخب دخولا في نزالات هوائية في البطولة بـ116 + أكثر منتخب في البطولة ربحا للنزالات الهوائية في البطولة بـ64.

ستيف مونيي و بكل بساطة هو محور هذه الإحصائيات الأربع لأنه أكثر لاعب دخولا في نزالات هوائية في البطولة بـ44 (نسبة 38% من نزالات منتخبه الهوائية) + أكثر لاعب فاز بها في البطولة بـ28 (43% من النزالات الهوائية المربوحة من المنتخب البنيني بأكمله) و وراءه أقرب منافسيه في هذا التخصص المهاجم الملغاشي اندرياتسيما بـ18 نزال هوائي مربوح !!

لكي لا نطيل الحديث حول لاعب في الأصل سيكون غائبا، يطرح تساؤل لماذا هذا النهج و ما البديل و هل سيكون أقل أو أكثر خطورة ؟

الإعتماد على مونيي كقلب الهجوم ما هو إلا تمهيد لدور جناحيه (ميكاييل بوطي و سيبيو صوكو)، هذان اللاعبان يتوفران على حس هجومي عالي و متعودان على اللعب كرؤوس حربة في أنديتهم خصوصا بوطي الذي يعتبر رأس حربة بامتياز و يتوفر على أكثر من 350 مباراة في مسيرته كقلب هجوم، و يعمد دوسيي لتوظيفه كجناح أيمن للإستفادة ما أمكن من المساحات التي يخلقها الغائب مونيي و كذلك الكرات الساقطة.

الجمهور البنيني من جهته يبدو متفائلا و سعيد لأن بوطي صاحب هدفي بنين الوحيدين فهاد البطولة لحد الآن أما غانا سيلعب كقلب هجوم صريح أمام المغرب و لكن لا أعتقد أن دوسيي سيكون لديه نفس الرأي، لأنه سيكون محروما من اللاعب الوحيد القادر على مساعدته على اللعب بأسلوبه بتوازن، اللاعب الذي يمكنه من الاستعانة بخطته المحببة 5/4/1 بكل فعالية، اللاعب الذي يكون مصدر الخطورة الحقيقية هجوميا رغم أنه لا يسجل كثيرا.

بوطي إذا هو البديل و لو بتغيير مكانه للأمام لمركزه الطبيعي، هو ليس من نوعية المهاجمين الذين يكونون بدرجة خطورة كبيرة عندما كايكون معزولا إلا أنه لاعب جد متحرك و سريع و يتميز بإنهاء مميز أكثر بكثير من مونيي، و لمن يتذكر دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا فاللاعب تألق أمام بروسيا دورتموند ذهابا و إيابا بتسجيله لهدفين فارضا التعادل 1-1 على النادي الألماني في كلتا المقابلتين رفقة ابويل نيقوسيا القبرصي، خطورة اللاعب تكمل في الكرات البينية بين المدافعين و هذا المعطى قد يحضر فحالة إن لم خط الوسط الدفاعي للمنتخب الوطني في أفضل حالاته الشيء الذي قد يستغله صانع ألعاب السناجب سيسينيون، الوسط هجومي المميز فنيا خصوصا في الإحتفاظ بالكرة و التمريرة الأخيرة !

نقط القوة و الضعف !

تكتيكيا، يصعب القول أنه البنين لديها نواقص في هاد الشق خلال هاته البطولة، لأنه من أميز المنتخبات إلى جانب الجزائر، المغرب و أوغندا من حيث التمركز، الضغط على حامل الكرة و الإرتداد ! يكفي القول أن البنين أقل منتخب في البطولة من حيث الأخطاء التقنية و اللعب السلبي فهو أقل منتخب في البطولة من حيث الإستلام الخاطئ أو اللمسات الخاطئة بـ34 فقط + ثاني أقل منتخب من حيث الكرات المفقودة بـ17 فقط وراء الجزائر التي خسرات الكرة و الإستحواذ في 14 مرة فقط.

صحيح أن منتخب بنين يلعب حسب إمكانياته لأنه يعاني في بعض المراكز إلا أن من يسلم جزما أنه منتخب سيخلق مشاكل لمنتخبنا لأنه سيرجع بـ11 لاعبا للوراء ربما يكون مخطأ ! البنين منتخب متوازن من ناحية الإنتشار في الملعب و لا يبالغ في الرجوع للوراء  لعل خاصية لاعبي ارتكازه المزدوجي الدور أكثر ما يساعده من هذه الناحية (جوردان اديوتي متوسط دفاعي أوكسير + سيسي دالميدا وسط ربط يوفيل تاون في الدرجة الرابعة الإنجليزية) الثاني و رغم أنه في مستوى تنافسي متوسط و فريق ضعيف إحتل المركز الأخير إلا أنه من أهم لاعبي بنين و مصدره توازنه و يغطي بشكل كبير على أديوتي و صانع الألعاب سيسينيون.

دالميدا صاحب تسريحة الشعر المميزة من تكوين نادي بوردو، 23 سنة و مسجل هدف النصر أمام الجزائر لاعب مقاتل، خشن نوعا ما في تدخلاته و سخي بدنيا، قادر على تغطية مساحات مهمة في خط الوسط و تمت إراحته أمام الكاميرون في المباراة الأخيرة … هو أكثر لاعب قادر على خلق متاعب لثلاثي خط وسط المغرب في معركة خط الوسط إذ غطى بشكل كبير على رفيقيه في الوسط خصوصا اديوتي الذي خلف سخطا وسطا الجمهور البنين بكثرة فقدانه للكرة و أداءه المنخفض مقارنة مع ما يقدمه رفقة أوكسير الفرنسي.

نقطة أخرى تثير قلق البنينيين يعاني منها دوسايي خلال هذه البطولة تتمثل في مركز الظهيرين، خصوصا الجهة اليمنى التي يشغلها الظهير الأيمن السابق لحسنية أكادير و الكوكب المراكشي سايدو بارازي و الحالي  لإيزور بالدرجة الرابعة الفرنسية الذي يبدو دون المستوى المطلوب في خطة أربع مدافعين و حتى الظهير الأيسر تثبت عليه نفس الملاحظة و لو بنسبة أقل بحيث جرب المدرب لاعبين في هاد المركز (دافيد كيكي و إيمانويل إيمورو) رغم أن الثاني هو الأقرب للدخول رسميا يوم الجمعة.

إحدى نقاط قوة هذا المنتخب هما مدافعاه الأوسطان (أوليفييه فيردون المنتقل حديثا نحو ألافيس الإسباني، 23 سنة، 190سم + خالد أدينون قائد دفاع أميان الفرنسي، 33 سنة، 181سم) الأول و رغم ارتكابه خطأ فادح في التغطية أمام جوردان أيو إلا أنه تميز كثيرا في باقي المباريات خصوصا في الكرات الهوائية و الأكيد أننا سنشهد معركة حقيقية بينه و بين يوسف النصيري في هذا الشق، أما الثاني فهو أحد أفضل مدافعي الدور الأول بامتياز، فإن كنا نتوفر على رومان سايس فالبنين تتوفر على مدافع متمكن إسمه خالد أدينون و الإثنان رفقة كوليبالي و أوميرو النيجيري أفضل أربع مدافعين خلال الدور الأول ! بخصوص يوم الجمعة من المتوقع أن ينضاف لهذا الثنائي المدافع الثالث (مويز أديليو، 23 سنة، ليفادياكوس البلغاري، 190سم) على شاكلة ما بدأ به أمام غانا.

نقطة حراسة المرمى لا يختلف فيها المنتخبان كثيرا، إذ يجهل و يصعب التكهن عند الجانب البنيني أيضا حول الحارس الذي سيبدأ مباراة الجمعة بين حارس المبارتين الأولتين (فبيان فاغنول، 34 سنة، مالاطية سبور التركي، 196سم، بطيئ نوعا ما) و حارس المباراة الأخيرة أمام الكامرون (ساتيرنان ألاگبي، 25 سنة، نيورث الفرنسي و أحد أفضل حراس الليغ 2 الموسم الماضي، 187سم، أسرع من الأول في ردة الفعل)

في هذه النقطة الجمهور البنيني بغالبية ساحقة يطالب بألاغبي كحارس أمام المنتخب المغربي و يقولون أنهم لايريدون رؤية لاعب كرة السلة في المرمى و المقصود هنا الحارس فاغنول صاحب الـ196 سنتمترا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *