الرياضة المغربية ا المنافسات المحلية

فتح سطات ينتصر على لوكوس القصر الكبير، و نصيص و بومزو في النهائي للمرة الثالثة تواليا

تمكن فريق فتح السطات من العبور لنهائي كأس العرش لكرة القدم داخل الصالات للمرة الثالثة في تاريخه، من خلال انتصاره (6-4) على فريق لوكوس القصر الكبير، و ذلك في مباراة نصف النهائي، التي جرت أطوارها فوق أرضية القاعة المغطاة العزوزية بمدينة مراكش.

و بالعودة لأحداث المباراة، فالسطاتيين لم يتأخروا في تأكيد سيطرتهم على الملعب، و حاولوا التحكم بإيقاع المباراة منذ دقائقها الأولى، الشيء الذي أعطى ثماره بسرعة، إذ و بعد لعبة سريعة من السطاتيين، سدد الشاب عثمان بومزو؛ الخبير في كأس العرش، كرة قوية ارتطمت بالعارضة اليمنى للحارس الزعري، قبل أن يعيد العميد يوسف مزراعي إرسالها بيسارية زاحفة دخلت الشباك، معلنا عن افتتاح عداد التسجيل الذي سيشتغل لمرات عديدة في المباراة.

لكن المباراة لم تكن سهلة على السطاتيين، فلوكوس القصر الكبير كان بدوره يضم لاعبين من ذوي الخبرة المحلية و الدولية، من أمثال مروان جمال و بدر الزواكي الذي سبق و حازوا الكأس سنة 2017 رفقة دينامو القنيطري، أو عميد الفريق و العميد السابق للمنتخب المغربي عادل هبيل، و حارس المنتخب المغربي ربيع الزعري، و المهاري ربيع الكويري، إضافة لعناصر مهارية شابة.

مع عدم تجاهل الجانب السطاتي، الذي يحوي هو الآخر خيرة من لاعبي البطولة المغربية، فبالإضافة إلى سعد كنية مسجل هدف فريقه الثالث بنهائي النسخة الماضية، و الفائز بلقب أحسن لاعب رفقة المنتخب المغربي في إحدى الدوريات الدولية بالصين، نجد عميد المنتخب المغربي يوسف مزراعي و الملقب عند السطاتيين بـ”دودو”، إضافة للثنائي عثمان بومزو و الحارس محمد نصيص، حيث يسعى الأخيران لتحقيق لقبهما الثالث تواليا في كأس العرش، بعد حصدهم إياه سنة 2017 رفقة دينامو القنيطري، و 2018 رفقة فريقهم الحالي فتح سطات، مع العلم أن عثمان بومزو لم يلعب في نهائي النسخة الماضية بسبب الإصابة، إلا أن مشاركته في الأدوار الأولى جعلته يتواجد ضمن تشكيل المتوجين، ليسعى في نهائي السنة الحالية، و تسجيله هدفه الثاني في تاريخ مشاركاته بنهائيات المسابقة، بعد مساهمة هدفه في انتصار دينامو (3-1) على شباب خريبكة.

و عند وصول عداد المباراة لدقيقته الحادية عشر، اشتغل لمرتين متتابعتين، لم يرتح بينهما سوى مدة 30 ثانية، فالمرة الأولى في الدقيقة (11:42)، كانت حينما أرسل زكرياء كويري تمريرة جميلة نحو زميله مروان جمال، و الذي نقلها ببراعة فوق الحارس نصيص، واضعا إياها في الشباك و معلنا عن هدف التعادل (1-1)، أما المرة الثانية،  في الدقيقة (12:19)، فشهدت عودة عميد الفتح السطاتي لزيارة الشباك، مسجلا الهدف الثاني له و لفريقه (2-1).

و مع قرب الشوط الأول من النهاية، و وسط هجومات متبادلة من الطرفين و تألق واضح للحارسين، ارتفع عداد الأخطاء لخمس أخطاء لكل من الطرفين، ليبحث كل فريق إيقاع خصمه في الخطأ ما بعد الخامس، الشيء الذي لم يتحقق إلا في الدقيقة 19، حينما تمكن القصريين من إيقاع خصمهم في الخطأ، لكن العميد عادل هبيل لم يستغل ركلة 9 أمتار، بعدما تمكن محمد نصيص من التصدي لها ببراعة. و لتكون ضربة 9 أمتار أخر حدث بارز في النصف الأول من المباراة.

انطلق الشوط الثاني بإيقاع غير متوقع، إذ قام فتح سطات بتراجع ذكي للخطوط الخلفية، مع ترك السيطرة للخصم القصري، الأخير و في ظل صمود أبناء الشاوية، لم يستغل قربه من مرمى الخصم، ليقع في المحظور، حينما حاول الكويري اختراق الدفاع بشكل منفرد من وسط الملعب، لكن عثمان بومزي خطف الكرة و توجه بسرعة خاطفة نحو مرمى الزعري، ليقوم مروان جمال بعرقلته من الخلف، الشيء الذي دعله يتلقى البطاقة الحمراء، لكن القصريين لم يعانوا من النقص العددي لدقيقتين، فمن نفس الخطأ، تمكن سعد كنية من تسجيل الهدف الثالث (دق26)، مانحا بذلك التقدم لفريقه (3-1)، و الحق للخصم لدخول اللاعب الخامس في التشكيلة.

و إن لم يعاني القصريين من النقص العددي، إلا أن معاناتهم كانت مع ضعف التركيز الذهني، ليتلقوا الهدف الرابع في الدقيقة 27 عن طريق عبد اللطيف فاتي، ثم آخر (5-1) في الدقيقة 29 من تسديدة بعيدة للحارس نصيص مستغلا لعب الخصم لقانون (A5)، القانون الذي جعل اللوكوس يتلقون الهدف السادس (دق 30) عن طريق انفراد عثمان بومزو بالشباك الفارغة.

إضافة الهدف السادس، يعتبر ضربة قاضية نظرا للظروف المحيطة، لكن خبرة لاعبي اللوكوس، جعلتهم يستمرون في ضغطهم الهجومي مستغلين قانون (A5) الذي يسمح للحارس لمس الكرة أكثر من مرة بعد تجاوز منتصف الملعب، الشيء الذي مكنهم في الدقيقة 35 من تسجيل الهدف الثاني لهم (6-2) عن طريق عادل هبيل إثر تمريرة بينية من الكويري زكرياء، ثم آخر (6-3) في الدقيقة 37 من تسديدة قوية للاعب رقم 3، و مع ارتفاع الضغط، وقع فاتي في المحظور، فتهوره الملحوظ في الدقيقة 39، جعله يسقط لاعب اللوكوس داخل مربع العمليات، حاصدا بطاقة صفراء ثانية له، و بالتالي طرد مجاني، و مانحا ضربة جزاء للخصوم، ترجمها هذه المرة بنجاح العميد عادل هبيل (6-4)، مسجلا هدفه الشخصي الثاني في المباراة.

لم تسفر الدقيقة الأخيرة عن أي جديد في النتيجة، ليطلق الحكم صافرة نهاية المباراة، معلنا تأهل الفتح السطاتي إلى النهائي للمرة الثالثة في تاريخه، بعد نسخة 2016 التي فاز بلقبها إثر الانتصار (8-3) ضد سبو القنيطري، ثم 2018 حين فاز (3-2) في المشهد الختامي ضد المدينة العليا القنيطري، قبل أن يكرر معه المواجهة، من خلال تقابله معه في نهائي النسخة الحالية (2019).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *