الأندية المغربية |دوري أبطال أفريقيا

تأهل من قلب الظلام.. تفاصيل فضيحة لوبومباشي

انتهت مبارة الرجاء الرياضي أمام خصمه تي بي مازيمبي بنتيجة 1-0 لصالح النادي الكونغولي.

الهدف اليتيم للشاب إسحاق تشيبانغو في الدقيقة 50′ لم يكن كافيا لإقصاء النسور الخضر. لتُزَف الافراح من قلب ملعب سيداد إينيفارسيتاريا معلنة تأهل الرجاء الى نصف نهائي دوري الأبطال. لقد كان هذا الجزء الجميل من القصة، وفي الوقت الذي يعتقد فيه الجميع أن الحكم قد صفر معلنا على نهاية المبارة، المرصد ستجركم الى الأشواط الإضافية، لنستعرض أمامكم الجزء المظلم من الحكاية.

إن عشاق الأدب الإنجليزي يعرفون جيدا تلك التحفة الفنية للكاتب جوزيف كونراد بعنوان ” قلب الظلام “. رواية تنقل القارئ في سفينة القبطان مارلو الى أعماق ادغال الكونغو وتجره في أحداث مؤلمة وتعيسة. اذا لم تكن قد قرأت هاته الرواية بعد. فلا عليك، سأسرد عليك ما حدث بالتفصيل.

حطت طائرة القبطان السلامي منذ يومين وسط ادغال لوبومباشي، طائرة محملة بحماس عشرات اللاعبين وأحلام ملايين المغاربة المتيمين بعشق الرجاء. الهدف واحد، الحفاظ على نتيجة الذهاب وتحقيق التأهل من ملعب كثر عنه القيل والقال قبل رحلة الإياب. سمعنا كثيرا عبارة ” جحيم لوبومباشي ” طيلة هذا الأسبوع. لكن لا أحد اعتقد ان هذا الجحيم سيحاول جر الرجاء الى أعماق الظلمات بجميع الطرق الغير الشرعية. ربما ما حدث من شغب جماهيري من طرف جماهير مازيمبي قبل وبعد المبارة قد اعتدنا عليه بعد أحداث رادس المخزية. حتى أن تعرض اللاعبين الى السب والشتم والترهيب والضرب أصبح من المسلمات التي لا تحرك لها الكاف ساكنا. أثناء المبارة تعرض لاعبي الرجاء الى شتى انواع الظلم التحكيمي من طرف الحكم الإثيوبي باملاك تسيما. هذا الأخير الذي تغاضى عن الكثير من البطاقات الصفراء لفائدة لاعبين مازيمبي، وألغى هدف واضح وشرعي لفائدة الرجاء. هدف حميد احداد القاتل في الدقيقة 90′ الذي كان من شأنه أن ينهي الأمور لصالح الرجاء، تم إلغاؤه وسط ذهول ملايين العشاق والمتعاطفين. حتى أن المخرج لم يعد اللقطة في نوع من التستر على هذه الفضيحة. إلا أن عدسات الجماهير الرجاوية في المدرجات قد اقتنصت اللقطة التي ستظل وصمة عار على جبين الاتحاد الإفريقي. خاصة وأن جرح أحداث رادس لم يشفى بعد، واغتصاب حق حسنية اكادير في التأهل إلى نهائي كأس الكونفيديرالية للنسخة الماضية هو الآخر لم ينسى بعد. لم يتوقف هذا ‘العهر’ التحكيمي عند هذا الحد، بل قد رفع حكم الشرط لوحته معلنا عن وقت بدل ضائع لم يراه اي أحد بما في ذلك مخرج المبارة. في إشارة إلى أن المبارة لن تنتهي حتى تسجل غربان لوبومباشي. وان اعتقدت ان الأمر قد توقف عند هذا الحد فاحبس انفاسك لأن الأسوء قادم. عندما انتهى الشوط الأول، تم تجريد لاعبي الرجاء من حقهم المشروع في دخول غرفة تغيير الملابس، وتم طردهم الى مساحة شبيهة بموقف سيارات. طريقة تعامل إدارة مازيمبي مع لاعبي الرجاء مهينة جدا وتضرب كرامة هذا الفريق العريق عرض الحائط. معاملة لاعبين محترفين يعتبرون أبطال في عيون ملايين العشاق كما لو انهم كلاب ضالة لا يمكن الصمت عنه أبدا.

الرجاء برجالها اخرجت المبارة الى بر الأمان وحققت الأهم. والأسئلة الآن؛ الى متى ستستمر الكاف في التستر عن هاته الجرائم في حق الأندية الوطنية؟ ومن خلف هذا الهجوم الممنهج على كرة القدم المغربية؟ وكيف ستكون ردة فعل إدارة الرجاء والجامعة المغربية في التصدي الى هاته الفضيحة؟ أسئلة واخرى تظهر في الأفق من جديد، والأيام القادمة ستحمل لنا الكثير من الأجوبة. لكن إن كان جوزيف كونراد يقصد بقلب الظلام تلك الدول التي استعمرت الكونغو، فإن دموع الزنيتي بعد نهاية المبارة أثبتت لنا أن قلب الظلم والظلام هو الكونغو بنفسها وخلفها مؤسسة الكاف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *