تحدث المحامي و الكاتب خالد قاسم في حوار له، يحكي فيه عن تجربته الكتابية، عن مأساة عبد الحق نوري على إثر غيبوبة دامت ما يقارب ثلاث سنوات، إستيقظ منها في الأيام القليلة الماضية، بأضرار جسدية و عقلية على صحة عبد الحق ، و في سياق تأليف خالد قاسم لكتابه ، الذي أصدر مؤخرا تحت عنوان “عبد الحق نوري ، حلم لم يتحقق” قال خالد قاسم على أن هذا الكتاب فيه الكثير مما يمكن قوله عن معاناة عبد الحق و عائلته، وفي هذا الصدد وبمناسبة خروج هذا الكتاب للعلن، يحكي مؤلف الكتاب في هذا الحوار عن بعض التفاصيل المتعلقة ببزوغ هذا العمل إلى الوجود . وجاء حوار خالد قاسم على الشكل الآتي :
خالد قاسم أنت من المقربين من عائلة نوري ، متى نشأت فكرة تأليف هذا الكتاب؟
منذ حوالي عام ، قمت بتوثيق اللحظات بشكل رسمي مع عائلة نوري، وبالأخص للأخوات الصغار لعبد الحق ، الذي كنت أرى في أعينهم الحزن على إثر هذه الفاجعة التي للاعب في النمسا ، لأن الهدف توثيق هذه اللحظات ، هو الحفاظ على هذه الذكرى المأساوية، كما أتمنى أن يتجاوزوا هاته الفاجعة، أما بالنسبة لفكرة كتابة كتاب فظهرت تدريجيًا .
هل كان من الصعب الموازنة بين دور محامي العائلة ودور الكاتب؟
لم أجد أي صعوبة ، لأن العلاقة الطيبة التي تربطني مع عائلة نوري ، المبنية على الثقة ساعدتني في تأليف هذا الكتاب ، بحيث كانوا على استعداد لمشاركة مشاعرهم وذكرياتهم التي لم يخبروا بها أي شخص من قبل ، وأنا ممتن للغاية بتعامل عائلة نوري معي .
تؤكد في الكتاب على علاقة التآخي بين عائلة نوري وعائلة فان دي بيك. هل هذا الأسلوب العاطفي في الكتابة كان مقصود منك ؟
الأسلوب الوحيد الذي اخترته لهذا الكتاب ، هو أن أُظهر صورة حقيقية لشاب بصفات فريدة داخل وخارج الملعب ، وصورة لعائلة تجمع المحبة بينهم ، لأنني لا يمكن أن أروي قصة عن عبد الحق أو عائلته دون الكشف عن دور الإتصال العائلي بينهم، لأن تعاطفهم وحب بعضهم البعض ، بالإضافة إلى الدعم الذي يتلقوه من سكان المدينة التي يعيشون فيها ، لأن عائلة نوري مازالت تتوصل بالكثير من رسائل المؤازرة والتعاطف إلى يومنا هذا .
بالنسبة لنادي أياكس الذي إستجاب مؤخرًا بشكل رسمي ، لتعويض عائلة نوري ، لكنهم أعلنوا ذلك بطريقة تجارية ، على الرغم بإعترافهم عن مسؤوليتهم بالأخطاء الطبية الذي تعرض لها عبد الحق.
ماذا ستقول لأياكس بصفتك محامي العائلة ؟
في الأشهر الستة الأولى بعد الحادثة التي وقعت في النمسا ، تمت معاملة عبد الحق نوري كملف وليس كشخص ، كزميل ، كصديق ، لقد اتخذت الإدارة اختيارات غير مسؤولة في قضية نوري ، لأن مثل هذه الأحداث لا تتعلق بالحق بالمعنى القانوني ، بل تتعلق بالتعاطف والمشاركة والأمن ، لأن إدارة أياكس إختارت الدخول في مستنقع النقاش والنقاش ، ولكنها لم تستغل الوقت التي تقضيه في النقاش الفارغ ، بالمشاركة والتواصل مع عائلة نوري ، لأنه حتى الآن مازال يسود البحث عن الحق القانوني الذي ينصف عبد الحق في هذه القضية و على ما يبدو لا يمكن إيجاد حل عادل ، إلا من خلال تسوية النزاع من قبل طرف ثالث “.
أنت صديق لعبد الحق و أسرته ، هل وجدت صعوبة في الكتابة؟
إن كتابة هذا الكتاب هي بالأحرى مكافأة لي ، وفي نفس الوقت أصعب شيء تمكنت من القيام به ، لأنه غالبًا ما كانت اللحظات الجميلة يتخللها الحزن التام ، بسبب تذكر معاناة شخص جيد مثل عبد الحق نوري ، بالإضافة أن عائلة نوري علمتني كثيرًا أثناء كتابة هذا الكتاب ، دروس حول التواضع والامتنان والتضامن بينهم ، و كيف يمكنك أن تكون قوياً حتى في أصعب اللحظات ، وكيف أن تنتبه إلى محيطك العائلي. لأن تاريخ 8 يوليوز 2017 ، يحمل معه ألم وذكرى سيئة ، لا يمكن محوها في ذاكرة أفراد العائلة ، و لحسن الحظ بقاء عبد الحق نوري على قيد الحياة يخفف من هذا الألم. “.
