محترفي أوروبا

حكيم زياش : من تحدي مدير الأكاديمية إلى محاولة سرقة دجاجة

سردت جريدة فرانس فوتبول على موقعها الرسمي مقالا مطولا عن مسار الدولي المغربي حكيم زياش قبل انتقاله هذا الصيف إلى نادي تشيلسي الإنجليزي .

ويقضي ساحر أمستردام آخر أيامه في العاصمة الهولندية قبل الإلتحاق بالنادي اللندني نهاية الموسم الجاري .

وتحدث جيفري تالان عن وصول زياش إلى أكاديمية هيرنفين سنة 2003 قائلا :” لقد وصل إلى هنا بعد عودته من المغرب في سبتمر 2003 ، كنا بالفعل قد بدأنا الموسم الكروي الجديد .. كان فتى خجولا ، ومن الواضح أنه يملك موهبة فذة ..كل ما كان عليه فعله هو إيجاد مكان له في الفريق و لم يتطلب الأمر وقتا كثيرا ليظهر مستواه . رافقته ثلاث سنوات وكان تحت إمرتي من سن 13 إلى 16 عاما “

و عن موقف أخيه فوزي يقول : ” على المستوى الشخصي أظن أن شقيقه فوزي له كامل الفضل في وصوله لهذا المستوى ، لقد كان يعتني به كثيرا ويوصله بسيارته يوميا للتداريب و المباريات .. لم نتمكن من الترحيب به داخل الأكاديمية حتى وصل لسن 15 من عمره ثم أوكلناه لعائلة مضيفة “

و عن منحه الثقة للتطور قال :” بالنسبة لحكيم ، من الضروري جدا أن تظهر له أنك تؤمن به ، وتنقل الثقة له .. لقد عملنا على تطوير مستواه من خلال التداريب ، وبالفعل أظهر لنا أنه لاعب موهوب جدا . ثم علمناه أن يتخذ قرارات أسرع لتجنيبه الصراعات الثنائية ..كان نحيفا جدا وهذه هي نقطة ضعفه ! “

و أكد نفس المتحدث أن حكيم زياش يعمل بجد خلال التداريب ويسعى لتطوير نفسه : ” عليك أن تعرف أن زياش كان يتدرب كثيرا ، يملك بالفعل يسرى ساحرة و عمل على تقويتها و صقلها ، تدرب على الركلات الحرة و حسنها سنة بعد أخرى “

ثم أضاف : ” أتذكر بشكل خاص أننا شاركنا في بطولة نهاية الموسم ، تقدم مدير الأكاديمية ممازحا حكيم و أخبره أنه لن يتمكن من جعلنا نفوز بالبطولة .. أخذ الصبي كلام المدير على محمل الجد وجعلنا نفوز بها كناية به.. في تلك اللحظة بالذات عرفت أنه اكتسب الثقة في نفسه وتوقعنا أن يصل إلى الفريق الأول ويقدم مستويات جيدة ! “

واسترجع المدرب يان ديونغ بعضا من ذكرياته رفقة حكيم زياش الذي دربه سنتين رفقة فريق أقل من 21 عاما حيث قال : ” أتذكر أنني رأيته أول مرة في سن الرابعة عشر ، كان نحيفا جدا وهذه مشكلة ، ولكن بمجرد رؤيته يلعب تعلم أن بإمكان هذا الفتى تحقيق مستقبل عظيم ، كان يملك لمسة إبداعية . من حسن حظه أن أكاديميتنا لم تكن تهتم بالبنية الجسمانية للاعبين ، مايهم حقا هو الموهبة “

و حذر ديونغ من أن يظن البعض أن حكيم زياش منطوي داخل غرفة الملابس بل على العكس تماما كان مرحا لا يخلو من الدعابة والمقالب :” أتذكر جيدا أنه حاول سرقة دجاجة توجد بالقرب من مزرعة مجاورة لملعب التداريب وكانت الخطة تقوم على أن يخبئها بغرفة تغيير الملابس حتى ننهي الحصة ، سرعان ما تفطنت لما يجري و قلت له ليست بالفعل خطة القرن ( يضحك ) “

وعن الخطوات الهائلة التي قطعها حكيم يقول المدرب :”لكن بشكل عام ، كان هذا الصبي يتحسن من عام لآخر ، حيث ازداد إحساسه بالمنافسة يتقوى . كما بدأ يتطور جسديًا وذهنيًا أيضًا. لا أريد مقارنته مع يوهان كرويف ، بعيدًا عن هذه الفكرة. ولكن إذا نظرت إلى صورهما في سن الشباب ، فسترى أوجه تشابه من حيث الشكل. ولكن على الرغم من هذه العيوب الجسدية ، كان حكيم ديناميكيًا جدًا وعدوانيًا للغاية ، وهذا ساعده. يمكنك الجمع بين كل هذا بقدم يسرى استثنائية وتحصل على أفضل لاعب “

و اعترف ديونغ أنه لم يتوقع أن يصل حكيم لهذا المستوى الكامل :”سيكون من الكذب أن أقول أنني تخيلت ارتفاعًا كبيرًا في مستواه. عليك أن ترى الخطوات العملاقة التي اتخذها في السنوات الأخيرة (يتنهد) … إنه أمر لا يصدق. وهذا ، أنا أقيسه بالشيء الوحيد الذي كنت أدربه بجد على فعله. أنا أتحدث عن هذه المرحلة من اللعب التي تسمى هنا “لحظة الجنازة” والتي تشير إلى اللحظة التي يفقد فيها الفريق الكرة. واجه بعض الصعوبات في إعادة تموضعه لإغلاق ممرات التمريرات ، ومساعدة فريقه على افتكاك الكرة ..هذا النوع من الأشياء. لكنه انتهى من التعلم الآن ، وعندما ترى مبارياته الأخيرة في دوري أبطال أوروبا ، يمكنك قياس المسافة المقطوعة. يمكنه الآن الركض كثيرًا ، مما يعني أنه تقدم جسديًا ، ولكن أيضًا وقبل كل شيء بطريقة ذكية. لقد أصبح للتو لاعبا لا يصدق.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *