أسود الأطلس | الجامعة الملكية لكرة القدم

المغاربة شعب مولوع بشغف كرة القدم

صعد المنتخب المغربي سنة 2019 إلى المركز الأول، ليتصدر المغرب عرش الدول العربية من حيث عدد المحترفين في مختلف دوريات العالم .

ويرجع تواجد هذا الكم الهائل من اللاعبين المغاربة في مختلف ربوع العالم ، إلى ولع الشعب المغربي بهذه الرياضة الشعبية سواءً كانوا أبناء المهجر أو من الوطن ، فهذا الشغف بكرة القدم لم يأتي من فراغ ، بل هو حصاد لعقود من الزمن ، بحيث إرتبط بزوغ هذه الرياضة في المغرب ، ارتباطًا وثيقًا بالملك الراحل الحسن الثاني ، الذي كان شغوفا بهذه الرياضة الشعبية ، بحيث في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي ، ذهب ولي العهد آنذاك الحسن الثاني ، متنكّرا إلى الملعب لتشجيع الوداد البيضاوي ، أو كما يروق لمشجعيه تسميته وداد الأمة .

وفي عام 1956 أُنشأت الجامعة المغربية لكرة القدم ، ثم الجمعية الرياضية للقوات المسلحة الملكية ( نادي الجيش الملكي) ، بل إن الملك محمد الخامس أصدر الظهير الملكي المؤسس لفريق الجيش الملكي والحامل لتوقيع ولي العهد الحسن الثاني بتاريخ 1 شتنبر 1958 ، بهدف تعزيز وتقوية الأندية المغربية .

وفي اليوم الموالي من تأسيس النادي العسكري ، تلقى مهاجم الوداد البيضاوي، محمد أنور الملقب بـ«الشتوكي»، أمرًا بالانتقال إلى القيادة العليا للجيش في الرباط ، وهناك التقى بالحسن الثاني فأسند له مهمة تدريب الجيش الملكي، وقال له الشتوكي بعد الترحيب بالفكرة، إنه يريد الانضمام للجيش لاعبا لا مدربا ، حينها طلب منه ولي العهد الجمع بين التدريب والممارسة كلاعب ، ليكون محمد الشتوكي أول مدرب ولاعب للجيش الملكي في الوقت نفسه .

وسرعان ما أثبت النادي العسكري مكانته ضمن الأندية الوطنية و القارية ، كواحد من أقوى الأندية داخل القارة السمراء ، و في إحدى التظاهرات الكروية التي كانت تنظم بالمغرب تحت مسمى كأس محمد الخامس سنة 1962 ، فاز نادي الجيش الملكي بنتيجة (4-3) ، على حساب نادي ريال مدريد بحضور أعظم نجومه آنذاك ، بوشكاش ودي ستيفانو .

وهذا التألق الذي عرفته الأندية المغربية في حقبة الستينيات ، انعكس بالإيجاب على المنتخب المغربي الذي شارك في التصفيات المؤهلة لكأس العالم لسنة 1962 بالشيلي لأول مرة في تاريخه ، حيث تجاوز أسود الأطلس المراحل الإقصائية عن المنطقة الإفريقية بنجاح ، على حساب منتخبي تونس وغانا ، ليتأهل للمرحلة النهائية أمام ممثل أوروبا ” اسبانيا” في مباراة فاصلة ، باعتبار أن القارة الإفريقية لم يكن لديها آنذاك ، سوى “نصف مقعد مونديالي”، بدلا من مقعد كامل.

ورغم الحيف الذي طال القارة الإفريقية، فقد خسر المنتخب المغربي، ممثل القارة السمراء بصعوبة كبيرة، أمام خصمه الإسباني الذي كان يضم أبرز نجوم الساحة الكروية العالمية .

وفي ظل هذا الإجحاف الذي تعرضت له القارة الإفريقية للمشاركة في نهائيات كأس العالم ، جعل من الملك الحسن الثاني أن يراسل الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا ” يطلب فيها مقعدا كاملا للمنتخبات الإفريقية ، لكن جهاز “فيفا ” رفض طلب القارة السمراء ، بتمكينها من مقعد كامل ، وهو المطلب الذي كان من ورائه المغرب ، لتقرر المنتخبات الأفريقية مقاطعة تصفيات كأس العالم لسنة 1966 بإنجلترا .

وأرغمت هذه المقاطعة الإفريقية الإحتجاجية لإقصائيات مونديال 1966 الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” إلى الرضوخ لمطلب الأفارقة بقيادة المغرب، وبالتالي تمكين القارة السمراء من مقعد كامل في المونديال الموالي، برسم دورة مكسيكو ، والتي كانت المشاركة فيها من نصيب المنتخب الوطني المغربي بتاريخ 3 يونيو 1970، بحيث أصبح المنتخب المغربي أوّل منتخب إفريقي يشارك في نهائيات كأس العالم لكرة القدم عن طريق التصفيات بعد مصر( شاركت بدعوة في مونديال 1934) ، وعلى الرغم من إقصائه من الدور الأول إلا أن المنتخب المغربي ظهر بوجه مشرف ، بوجود عدد من اللاعبين الممتازين الذين تركوا بصمتهم ، على الساحة الوطنية و لازال التاريخ يتذكرهم ، وهذا ما خول لهم بعد مرور ستة سنوات من الفوز بكأس إفريقيا للأمم لسنة 1976 .

وبعد مرور سنوات وفي ثاني مشاركة مغربية في نهائيات كأس العالم بمونديال المكسيك 1986 ، لم يبخل الملك الراحل الحسن الثاني ، بتوفير الوسائل اللازمة للإعداد الجيد للمنتخب الوطني ، بحيث قضى نجوم المنتخب المغربي مدة ثلاثة أشهر في معسكر إعدادي بسويسرا ، ليتمكن بودربالة وتيمومي وزاكي والآخرون من تحقيق إنجاز غير مسبوق من خلال الوصول إلى الدور الثمن من نهائيات كأس العالم ، كأول منتخب إفريقي وعربي يحقق هذا الإنجاز .

وقال اللاعب المغربي السابق ميري كريمو : ” كان الملك الحسن الثاني يتابعنا عن كثب ، وأراد أن يعرف ما الذي نفعله ، وهو يشاهد المباراة يتصل بنا عبر الهاتف ، ويراقبنا لأنه أحب هذا المنتخب الوطني”.

و تقدم المغرب بملف الترشيح لإستضافة تنظيم كأس العالم لأعوام 1994 و1998 و2006 و2010 و2026 ، وعلى الرغم من هذا الإصرار المغربي على تنظيم هذا المحفل الكروي العالمي ، الذي جعل المغرب من أكثر دول العالم ترشحًا لإستضافة هذا الحدث الكروي العالمي .إلا أن الحلم لم يتحقق بعد. lvov.natashaescort.com. ومع ذلك، في عهد الملك الراحل الحسن الثاني قام المغرب بتنظيم عدة تظاهرات رياضية كبيرة ، جعلت من المغرب في الواجهة عربيًا و إفريقيًا وعالميا.

وسيرًا على نهج أبيه واصل الملك محمد السادس ، في إنجاز خارطة عمل رياضية للمملكة المغربية ، بعد أن خسر المغرب شرف تنظيم كأس العالم لثلاث مرات في عهده ، وهذا ماجعل الإرادة الملكية ، أن تباشر العمل على عدد من المشاريع التنموية ، أبرزها الرؤية الإستراتيجية السياحية “رؤية 2020″، التي تعتمد على السياحة كمحرك التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالمغرب ، ليصبح المغرب من بين أبرز عشرين قبلة سياحية في العالم .

ومن خلال سياسة رياضية طموحة ، تعتمد على تسويق الموقع الجغرافي للمملكة عالميًا ، من خلال تنظيم سيل من الأحداث الرياضية ، التي تحفز على الإستثمار الأجنبي والإنتعاش الإقتصادي .

وهذا ما تأتى في عامي 2013 و 2014 ، من خلال استضافة المغرب لكأس العالم للأندية ، ثم بطولة الأمم الأفريقية “الشان” في سنة 2018 التي فاز بها المنتخب المغربي ، وكانت آخر التظاهرات الرياضية التي نظمت بالمملكة المغربية ، هي كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم داخل الصالات ، التي نظمت بالمدينة المغربية العيون في يناير 2020 ، بحيث فاز المنتخب المغربي لكرة القدم الخماسية باللقب ضد مصر .

إن كرة القدم هي إحدى الواجهات التي تبرز المغرب على العالم ، وهنا يأتي دور رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم فوزي لقجع ، الذي تولى هذا المنصب منذ سنة 2013 ، وفي سنة 2017 نال مقعد شمال إفريقيا في اللجنة التنفيذية للإتحاد الأفريقي لكرة القدم.

و يعمل فوزي لقجع منذ توليه هذا المنصب على عدة أوراش رياضية لتطوير مستوى كرة القدم بالمغرب ، و بالأخص البنيات التحتية للملاعب والتكوين الجيد لجميع الفاعلين في المجال الكروي ، وهذا ما تأتى عندما دشن الملك محمد السادس ، المركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة ، وذلك بعدما خضع لإصلاحات جعلته أفضل مركز بالقارة الإفريقية.

ويعتبر هذا المركز تكملة لأكاديمية محمد السادس لكرة القدم التي أنشئت سنة 2009 ،لاكتشاف وتكوين المواهب الكروية في المغرب .

وفي خضم هذه الإستراتيجيات المعتمدة من طرف الملك محمد السادس ، للنهوض بمستوى الرياضة في المغرب وبالأخص كرة القدم ، أطلق المغرب فكرة تقديم ملف تنظيم بطولة كأس العالم لسنة 2030 بشراكة مع إسبانيا والبرتغال.

برعاية ملكية تُؤكد أنّ شغف كرة القدم لم يستثني الأسرة الملكية ، بحيث سبق أن حضر ولي العهد الأمير مولاي الحسن ، في عدد من المحافل الرياضية الوطنية والعالمية ، أبرزها تسليمه لكأس العالم للأندية لسنة 2014 لنجوم ريال مدريد الإسباني ، ويعتبر ولي العهد من مشجعي نادي برشلونة ، وواحد من المعجبين باللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *