متسجدات المحترفين

ما نفع الموهبة إذا غاب الإلتزام؟

60066 

من منكم يتذكر ذلك الفتى ذو 19 ربيعا الذي أبهر متتبعي الدوري الإنجليزي بمهاراته و قدراته في تجاوز الخصوم في بداياته مع توتنهام؟ من منكم يتذكر مباراته الدولية الأولى بقميص المغرب ضد جمهورية تشيك حين أمتع المغاربة بمراوغاته و تأملوا خيرا في لاعب يملك موهبة من الطراز العالمي؟

موهبة عادل تاعرابت الكروية لا يتجادل فيها عاقلان، لكن هناك أسباب منعتها من الوصول للعالمية و جعلت اللاعب يتأرجح بين تألق تارة و نزول مفزع في المستوى تارة أخرى. و كما يقال: إذا عرف السبب، بطل العجب.

جميعنا يعلم أن في الحياة عامة، و في المجال الرياضي خاصة، الموهبة وحدها لا تكفي. فالعمل بجد و الإلتزام بالقوانين هو أساس نجاح أي رياضي. فكم من رياضي عوض نقص موهبته بالمثابرة و الإلتزام فنال مبتغاه، و كم من موهوب اكتفى بموهبته و لم يهتم بالجوانب الأخرى فكان ذلك سبب انهيار مسيرته.
جميعنا يتذكر فرار عادل من معسكر المنتخب عشية لقائه المصيري ضد الجار الجزائري في تصفيات كأس إفريقيا بعد علمه بكونه احتياطيا، فأرجعنا سبب ذلك لطيش الشباب . و تتذكرون دون شك مشاكله مع مدربه السابق في كوينز بارك رينجرز السيد هاري ريدناب الذي انتقد عدم جاهزية اللاعب بدنيا و نفسيا للعب في الدوري الإنجليزي، كما شاركه الشهادة مدربه الآخر في كويينز بارك السيد نيل وارنوك بقوله أن عادل شخص مزاجي و من الصعب التعامل معه. وارنوك الذي قضى أسبوعا في مراكش بحثا عن عادل ليقنعه بالتجديد مع كوينز بارك بعد موسمه الثاني الرائع مع فريق اللوفتس رود.

نهاية هذا الصيف تأمل المغاربة خيرا في انتقال عادل لواحد من عمالقة الدوري البرتغالي، و خسارته لوزنه الزائد ليكون جاهزا للمشاركة مع فريقه الجديد. قبل أن يصدموا بخبر مشاهدة فتى المغرب المدلل خارجا من حانة ليلية على الساعة الثالثة صباحا عشية مباراة فريقه بينفيكا، بالرغم من تنبيه الجهاز الفني للاعبي الفريق بأن يكون الجميع في بيوتهم قبل منتصف الليل.

لطالما التمس محبو عادل و المعجبون بموهبته له الأعذار و أرجعوا طيشه و لا مبالاته لصغر سنه و نقص خبرته. أما اليوم و هو في السادسة والعشرين من العمر فلا مجال للأعذار.

السؤال الذي يطرح نفسه هو: متى يستفيق عادل و يعمل على تطوير مستواه و المضي قدما في طريق النجاح ؟ و متى يحين الوقت ليستفيد هذا اللاعب الموهوب من أخطاء الماضي فيصححها و يبزغ نجمه من جديد؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *