متسجدات المحترفين

حكيم زياش..تكتيك النجم العربي الأكثر نجاعة في أوروبا

349

 

“أحب المغرب والمغاربة وأشعر أني جزء منهم، وسعيد بالتواجد هنا. إنه اختياري من البداية، ولست نادماً أبداً عليه، لأنني أسمع نداء قلبي أولاً، وأسود الأطلسي هو فريقي للنهاية”، كلمات قالها حكيم زياش، بعد تفضيله اللعب للمغرب على حساب هولندا. ورغم بساطة هذه الكلمات، إلا أنها تحمل في طياتها قدراً كبيراً من الوفاء والاحترام، المفاهيم الأجمل على الإطلاق في كرة القدم. ليرد الزاكي على نجمه قائلاً: ستكون أسطورة مغربية في المستقبل يا صغيري، ويغلق الباب أمام الجميع، في الطريق نحو ظهور نجم عربي حقيقي في الملاعب الأوروبية.

سكاوت

حكيم زياش هو صانع اللعب الكلاسيكي، الرقم 10، كما يقول الكتاب الكروي، واللاعب صاحب القدم اليسرى الحريرية، التي جعلت جماهير كرة القدم مرتبطة بهذه اللعبة إلى أقصى مدى، لأنها قُدمت من أجل المتعة في الأساس، والمغربي الصغير يملك كل الصفات التي تجعله أحد فناني المستديرة خلال السنوات القليلة المقبلة.

ظهر زياش بمستوى رائع مع فريق هيرنفين تحت قيادة ماركو فان باستن، وبدأ في مركز قريب من الثلث الأخير، كمهاجم متأخر خلف المهاجم الرئيسي، أو كساعد هجومي على الأطراف، ليُبهر المتابعين بسرعته في اتخاذ القرارات، بالإضافة إلى مهارته الشديدة في التلاعب بالكرة، والتحرك بين الخطوط.

يتحكم حكيم في المساحات بشكل مثالي، يصنع الفرص لزملائه في الهجوم، ويجيد خلق الفراغات في أضيق المراكز، لدرجة مناداته بـ”أوزيل هولندا” أثناء بداياته الكروية. ويمتاز المغربي بقدرته على لعب الكرات الطولية، التمريرات البينية، وبكل تأكيد تسديد الضربات الثابتة، مع عدد كبير من “الأسيست” في لغة الأرقام والإحصاءات.

متعدّد المواهب
زياش أقرب إلى اللاعب “الجوكر”، لأنه يصلح لمختلف الخطط التكتيكية، فهو المهاجم الحر في خطة 3-5-2، يحصل على الكرة من لاعبي الوسط، ويقوم بعمل الثنائية التهديفية برفقة زميله الآخر، فيما يُعرف فنياً بالـDeep-Lying Forward. كذلك يستطيع شغل مركز الجناح الصريح في خطة 4-4-2، يستلم الكرات على الخط ويوفر الإمداد الهجومي من الأطراف إلى منطقة الجزاء.

بينما المركز المفضّل لزياش هو صانع اللعب في طريقة 4-2-3-1، أمام ثنائية المحور وبين الأطراف الهجومية، لأنه يجيد بشدة التمركز خلف دفاعات المنافسين، ويتحرك بحرية بين العمق والأطراف، ويستطيع التوغل إلى داخل منطقة الجزاء بالتبادل مع المهاجم المتقدم، لذلك يمتاز الصغير بتسجيل الأهداف وصناعتها خلال مباريات الدوري الهولندي.

وبعد انتقاله إلى تفينتي أنشخيدة، تولّى زياش مهام “الكل في الكل” داخل تشكيلة الفريق، واختار مركز لاعب الوسط الهجومي في خطة 4-3-3. صاحب القميص رقم 10 يلعب على مقربة من لاعب الارتكاز وزميله المساند، ويساهم باستمرار في نقل الهجمة من الوسط إلى قلب الهجوم، عن طريق مراوغاته أو تمريراته، مع الانطلاق بالكرة معتمداً على سرعته واندفاعه أمام المدافعين.

2015
في إحصائية قوية تخص الدوريات الأوروبية الكبيرة بالإضافة إلى البطولة الهولندية، يتواجد حكيم زياش ضمن قائمة أكثر النجوم نجاعة في عام 2015، فاللاعب الشاب ساهم في 27 هدفاً، من خلال تسجيله 11 وصناعته لـ16 خلال العام بأكمله، ليأتي في المركز الرابع خلف كل من ميسي، رونالدو ولويس سواريز، على مستوى التألق المحلي.

وخلال الموسم الحالي، لعب تفينتي 9 مباريات بالمسابقة، سجل 9 أهداف بواقع هدف في كل مباراة. والمثير للاهتمام أن زياش كان له نصيب الأسد من هذه الإنتاجية، لأنه سجل 4 أهداف وصنع مثلها مع فريقه، ليقدم نفسه كنجم أوحد في التوليفة، رغم أنه يلعب أكثر في المنتصف كلاعب وسط صريح.

يحتاج زياش فقط إلى مزيد من التركيز داخل الملعب، وبكل تأكيد إلى قليل من الصبر على موهبته، حتى يستطيع تطويرها بالشكل الذي يليق بمستواه. فقط ينقص المغربي نضوج فني أكبر، ووقتها سيكون الجمهور محظوظاً بهذا اللاعب. انتظروه وتذكروا اسمه جيداً.

الكاتب أحمد مختار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *