خرج أسامة طنان تحت عاصفة من التصفيق في ملعب جوفروا كيشار معقل نادي سانت ايتيان، أحد أعرق الاندية الفرنسية و أكثرها جماهرية ، تحية الجماهير كانت تعني اختياره أحسن لاعب في الفريق للمرة الثالثة على التوالي ، بعد أن نجح في التهديف في مبارتين متتاليتين، و لفت إليه أنظار النقاد الرياضيين في فرنسا ، و هو الشيئ الذي ربما أخاف مدربه الذي يعلم جيدا ، أن اسامة ما زال في أول الطريق و يجب حمايته من ضغط ربما لن يستطيع تحمله .
على غير العادة التي جرت في إنتداب اللاعبين ، بدأت قصة أسامة مع نادي سانت ايتيان، برسالة قصيرة وصلت لهاتف المدرب الفرنسي كريستوف غالتييه ، (أنظر لهذا اللاعب) مع رابط فيديو ، فتم الإتصال بروب ويتشجه ، اللاعب الهولندي السابق في صفوف سانت ايتيان الذي تكلف بانتداب أسامة إلى الخضر .
و مثل طريقة انتقاله لم تكن مسيرة أسامة عادية و لا سهلة عكس بدايته الموفقة مع النادي الفرنسي ، أسامة الذي ولد في مدينة تطوان سنة في 23 مارس 1994 و هي السنة التي تأهل فيها المنتخب الوطني المغربي إلى مونديال الولايات المتحدة مع مصطفى حجي ، المدرب المساعد الحالي و رشيد الداودي صاحب التسديدات اليسارية الصاروخية كما هو الحال بالنسبة لطنان الذي غادر تطوان في سن مبكرة نحو هولندا .
و في أمستردام و بالضبط في زيبورخيا التي ترعرع بها العديد من المواهب المغربية مثل مبارك بوصوفة و بدر هاري ، و بأحد أندية الهواة بدأ مشواره الذي قاده سنة و نصف لأكاديمية أجاكس أمستردام ثم سنة أخرى في أكاديمية أوتريخت و بعدها موسم في بي اس في ايندهوفن ، و في كل مرة كان سلوكه المتمرد يسرع بإنهاء تجاربه و لو لا موهبته الفذة لما وجد ناديا يغض النظر على حدة طباعه و هو ما حاول الأسطورة فان باسطن أن يستغله حينما إقترح عقدا إحترافيا لمدة سنة و نصف على أسامة طنان سنة 2012 ، حينما كان مدربا لنادي هيرنيفين و لكن سرعان ما تدهورت العلاقة مع مدربه ، فإنتقل بعدها لنادي هيراكليس الميلو الذي مر معه بأوقات عصيبة خصوصا بعد أن تشاجر مع مواطنه الياس بلحساني ، مما جعل ناديه يفرض عليه جلسات مع طبيب نفسي ليستطيع التحكم في موجات غضبه و ربما كان هذا القرار حاسما في تحسن أداء طنان الذي علق قائلا (كان يجب أن أتعود على الإحتراف ، الأن تغيرت و أركز على التداريب و كل ما حصل هو جزء من الماضي) بعدها بدأ طنان يصنع له اسما في الارديفيزي ، إلى أن وصل إلى أسماع مدرب سانت ايتيان و هنا ستبدأ قصة جديدة ، سنتابعها جميعا عن قرب ، سواء مع ناديه أو مع المنتخب المغربي الذي ربما سيكون الخطوة القادمة لإبن تطوان أسامة طنان .
